المجلس الثاني والسّبعون بعد المئة
في المحاسن والمساوئ للبيهقي ، قيل : لمّا بلغ غانمة بنت غانم سبُّ معاوية وعمرو بن العاص بني هاشم ، قالت لأهل مكّة : أيها النّاس ، إنّ بني هاشم أطول النّاس باعاً ، وأمجد النّاس أصلاً ، وأحلم النّاس حلماً ، وأكثر النّاس عطاءً ، منّا عبد مناف الذي يقول فيه الشاعر :
كانتْ قُريشٌ بيْضةً فتَفلَّقتْ |
|
فالمُحّ (١) خالصه لعبدِ مُنافِ |
وولده هاشم الذي هَشم الثريد لقومه ، وفيه يقول الشاعر :
هَشَمَ الثّريدَ لقومِهِ وأجارَهُمْ |
|
ورجالُ مكّةَ مُسنتونَ عِجافُ |
ثمّ منّا عبد المطلب الذي سُقينا به الغيث ، وفيه يقول الشاعر :
ونحنُ سنيَّ المَحْلِ قامَ شَفِيعُنا |
|
بمكّةَ يدعُو والمياهُ تغُورُ |
ومنّا أبو طالب عظيم قريش وسيّدها ، وفيه يقول الشاعر :
وأتيتُهُ مَلِكاً فقامَ بحاجَتي |
|
وترَى العُلَيِّجَ خائباً مذْموماً |
ومنّا العبّاس بن عبد المطلب ، أردفه رسول الله (ص) ، فأعطاه ماله ، وفيه يقول الشاعر :
رديفُ رسولِ اللهِ لمْ أرَ مثلَهُ |
|
ولا مثلُهُ حتّى القيامةِ يُوجد |
ومنّا حمزة سيّد الشهداء ، وفيه يقول الشاعر :
أبا يَعْلَى لكَ الأركانُ هُدّتْ |
|
وأنتَ الماجدُ البرُّ الوَصول |
_______________________
(١) المُح ، بالميم المضمومة والحاء المهملة : صفرة البيض. ـ المؤلّف ـ