المجلس الثامن والثمانون بعد المئة
قال الله تعالى في كتابه العزيز : (إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال السّيوطي في كتاب الدرّ المنثور في تفسير كتاب الله بالمأثور : أخرج ابن جَرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن اُمّ سلمة ـ زوج النّبي (ص) ـ أنّ رسول الله (ص) كان ببيتها على منامة له ، عليه كساء خيبري ، فجاءت فاطمة ببرمة فيها خزيرة. وفي رواية للطبراني : جاءت فاطمة عليهاالسلام إلى أبيها بثريدة تحملها في طبق لها حتّى وضعتها بين يديه ، فقال (ص) لها : «أين ابنُ عمِّك؟». قالت : «هو في البيت». قال (ص) : «اذهبي ، فادعيه وابنيك حسناً وحسيناً». فجاءت تقود ابناها ، كلّ واحد منهما في يد ، وعليٌّ يمشي في إثرهما حتّى دخلوا على رسول الله (ص) ، فاجلسهما في حجره ، وجلس علي (ع) عن يمينه ، وجلست فاطمة عليهاالسلام عن يساره. فبينما هم يأكلون ، إذ نزلت على رسول الله (ص) : (إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً) فأخذ النّبي (ص) بفضلة إزاره فغشاهم إيّاها ، ثمّ أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السّماء ، ثمّ قال : «هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي ، فاذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً». قالها ثلاث مرات. قالت اُمّ سلمة : فأدخلت رأسي في السّتر ، فقلت : يا رسول الله ، وأنا معكم؟ قال (ص) : «إنّك إلى خير». مرّتين. وفي رواية : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي ، وقال (ص) : «إنّك إلى خير». وفي رواية : قالت اُمّ سلمة : فأنا معكم يا رسول الله؟ قال (ص) : «أنت مكانك ، وإنّك على خير». قال : وأخرج ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري قال : لمّا دخل علي بفاطمة عليهماالسلام ، جاء النّبي (ص) أربعين صباحاً إلى بابها ، يقول : «السّلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته. الصلاة رحمكم الله ، إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً. أنا حربٌ لمَنْ حاربتم ، وأنا سلمٌ لمَنْ سالمتم». قال : وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، عن أبي الحمراء: حفظت من رسول الله (ص) ثمانية أشهر بالمدينة ، ليس من مرّة يخرج إلى صلاة