المجلس التسعون بعد المئة
قال ابن حجر في (صواعقه) : جاء من طرق عديدة كثيرة يقوّي بعضُها بعضاً ، عن النّبي (ص) أنّه قال : «إنّما مثل أهل بيتي فيكم ـ أو مثل أهل بيتي فيكم ـ كمثل سفينة نوح ، مَن ركبها نجا». وفي رواية مسلم : «ومَن تخلّف عنها غرق». وفي رواية : «هَلك». وأنّه قال : «إنّما مثل أهل بيتي فيكم ـ أو مثل أهل بيتي ـ مثل باب حطّة في بني إسرائيل ، مَن دخله غُفر له». وروى ابن حجر في (صواعقه) عن أحمد بن حنبل وغيره ، عن النّبي (ص) أنّه قال : «النّجوم أمانٌ لأهل السّماء ، إذا ذهبت النّجوم ذهبوا ، وأهل بيتي أمانٌ لأهل الأرض ، إنْ ذهب أهلُ بيتي ذهب أهل الأرض». وقال ابن حجر : إنّه صحّ عن النّبي (ص) أنّه قال : «النّجوم أمانٌ لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمانٌ لاُمّتي من الاختلاف». ولله در القائل :
هُمُ السَّفينةُ فازَ الرَّاكبُونَ بهَا |
|
ومَنْ تخلَّفَ عنها ضلَّ في تَيهِ |
وقد ورد في عدّة روايات ، عن النّبي (ص) أنّه قال : «إنّي تارك فيكم ما إنْ تمسكتم به لنْ تضلّوا بعدي ، الثقلين ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا بما تُخلّفوني فيهما؟» أو «كيف تُخلّفوني فيهما؟». أنا اُخبرك يا رسول الله ، إنّ اُمّتك لم يُخلّفوك بخير في عترتك وأهل بيتك ، تركوهم بين قتيل وشريد ، وأعظم ما فعلوه يا رسول الله ، قتلهم ولدك الحسين (ع) ، ونساؤه ينظُرنّ إليه ، بعد أنْ منعوه من ماء الفرات الجاري ، تشربه اليهود والنّصارى ، وتلِغ فيه خنازير السّواد وكلابه ، وحملوا أبناءك ونساء أهل بيتك سبايا على أقتاب المطايا من بلد إلى بلد.
فَعلْتُم ْبأبناءِ النَّبيِّ ورهطِهِ |
|
أفاعيلَ أدْناهَا الخيانةُ والغدْرُ |
فجئتُمْ بها بكراً عواناً ولمْ يكنْ |
|
لها قبلَها مَثلاً عونٌ ولا بكرُ |