المجلس الثالث والتسعون بعد المئة
في (غاية المرام) ، عن ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) ، بعدّة طرق ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : أخذ النّبي (ص) بعضد علي (ع) ، وقال : «هذا أمير البررة ، وقاتل الكفرة ـ أو الفجرة ـ منصور مَن نصره ، مخذول مَن خذله». ثمّ مدّ بها صوته ـ أو قال : مدّ بصوته ـ فقال : «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها ، فمَن أراد العلم ـ أو فمَن أراد المدينة ـ فليأتِ الباب». وفي رواية : «أنا مدينة وعليٌّ بابها ، ولا تُؤتى البيوت إلاّ من أبوابها». وفي رواية : «يا علي ، أنا مدينة العلم وأنت الباب ، كذب مَن زعم أنّه يصل إلى المدينة إلاّ من الباب». وفي ذلك يقول الصفي الحلّي ـ رحمه الله تعالى :
مدينةُ علمٍ وابنُ عمِّكَ بابُها |
|
فمِنْ غيرِ ذاكَ البابِ لمْ يُؤتَ سُورُها |
وفي (غاية المرام) ، عن مسند أحمد بن حنبل بسنده عن زيد بن أرقم ، قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله (ص) أبواب شارعة في المسجد ، فقال يوماً : «سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب علي». فتكلّم في ذلك اُناس ، فقام رسول الله (ص) فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : «أمّا بعد ، فإنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب علي ، فقال فيه قائلكم. والله ، ما سددتُ شيئاً ولا فتحتُه ، ولكنّي اُمرتُ بشيء فاتّبعتُه». وفي رواية ابن المغازلي الشافعي : فأتاه العبّاس ، فقال : يا رسول الله ، سددت أبوابنا وتركت باب علي؟! قال : «ما أنا فتحتُها ، ولا أنا سددتُها». وروى ابن المغازلي الشافعي بسنده عن سعد بن أبي وقاص ، قال : كانت لعليٍّ مناقبُ لمْ تكن لأحد ؛ كان يبيت في المسجد ، وأعطاه النّبي (ص) الراية يوم خيبر ، وسدّ الأبواب كلّها إلاّ باب علي. وجاء في عدّة روايات ، عن النّبي (ص) أنّه قال : «يا علي ، أنت قسيم النّار ؛ تقول : هذا لي ، وهذا لكِ». وفي رواية : «إنّك قسيم الجنّة والنّار». وفي ذلك يقول الشاعر :