المجلس الرابع والتسعون بعد المئة
في غاية المرام : عن مسند أحمد بن حنبل بسنده ، عن سفينة مولى رسول الله (ص) قال : أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله (ص) طيرين بين رغيفين ، فقال رسول الله (ص) : «اللهمّ ، ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك». فجاء علي (ع) فرفع صوته ، فقال رسول الله (ص) : «مَن هذا؟». فقلت : علي. قال (ص) : «فافتح له». ففتحت له فأكل مع النّبيِّ (ص) من الطيرين حتّى كفيا. وفي غاية المرام : عن ابن المغازلي الشافعي في المناقب بسنده ، عن أنس بن مالك قال : اُهدي إلى النِّبيِّ (ص) نُحامة (١) ، فقال (ص) : «اللهمّ ، ابعث إليّ أحبّ خلقك إليك وإلى نبيّك ، يأكل معنا هذه المائدة». قال : فأتى علي ، فقال : «استأذن لي على رسول الله». فقلت : النّبيُّ عنك مشغول. فرجع علي (ع) ، ولمْ يلبث أنْ جاء ، فقال : «استأذن لي على رسول الله». فقلت : النّبيُّ عنك مشغول. فرجع علي (ع) ولمْ يلبث أنْ جاء ، فهممت أنْ أقول مثل قولي الأوّل والثاني ، فسمع رسول الله (ص) من داخل الحجرة كلام علي (ع) ، فقال : «ادخل يا أبا الحسن ، ما الذي أبطأ بك عنّي؟». قال (ع) : «قد جئتُ يا رسول الله مرّتين وهذه الثالثة ، كلّ ذلك يردّني أنس ، يقول : النّبيّ عنك مشغول». فقال (ص) : «يا أنس ، ما حملك على هذا؟». فقلت : يا رسول الله ، سمعت الدعوة فأحببت أن يكون رجلاً من قومي. فقال النّبي (ص) : «كلٌ يُحبّ قومه يا أنس». وروي حديث الطائر المشوي في غاية المرام أيضاً ، عن سنن أبي داود وموفّق بن أحمد الحموئي والسّمعاني وغيرهم ، بطرق كثيرة تبلغ الستّة وثلاثين طريقاً ، كلّها من طرق أهل السُّنّة ، ورواه بثمانية طرق من طرق أهل الشيعة خاصّة. وقال الصاحب بن عبّاد ـ رحمه الله تعالى :
__________________
(١) النُّحَام : طائر كالأوز. وغلّظ الجوهري : في فتحه وشدّه. ـ المرلف ـ