المجلس السّادس والتسعون بعد المئة
في غاية المرام : عن مسند أحمد بن حنبل بسنده : أنّ النّبيّ (ص) آخى بين النّاس وترك عليّاً ، فقال (ع) : «يا رسول الله ، آخيت بين النّاس وتركتني!». قال (ص) : «ولِمَن تراني تركتك؟ إنّما تركتك لنفسي. أنت أخي وأنا أخوك ، فإنْ فاخرك أحد ، فقل : أنا عبد الله وأخو رسول الله. لا يدّعيها أحدٌ غيرك إلاّ كذاب». وفيه عن مسند أحمد بن حنبل أيضاً ، وذُكر مؤاخاة رسول الله (ص) بين الصحابة ، فقال علي (ع) للنبيّ (ص) : «لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإنْ كان هذا من سَخَطٍ منك ، فلك العُتبى والكرامة؟». فقال رسول الله (ص) : «والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ، ما اخّرتك إلاّ لنفسي ، فأنت منِّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، وأنت أخي ووارثي». قال (ع) : «وما أرث منك يا رسول الله؟». قال (ص) : «ما ورث الأنبياء قبلي». قال (ع) : «ما ورث الأنبياء قبلك؟». قال (ص) : «كتاب الله وسنّة نبيّهم. وأنت معي في الجنّة ، وأنت أخي ورفيقي». ثمّ تلا رسول الله (ص) (إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) المُتحابّون في الله ينظر بعضهم إلى بعض. وقال صفي الدين الحلّي رحمه الله :
أنت سرُّ النّبيِّ والصنوُ وابنُ الْ |
|
عمِّ والصهرُ والأخُ المُستَجادُ |
لو رأى مثلَكَ النّبيُّ لآخا |
|
هُ وإلاّ فأخطَأَ الانتقادُ |
وعن جابر بن عبد الله ، قال : سمعت عليّاً يُنشد رسول الله (ص) شعراً :
أنا أخو المُصطفَى لا شكَّ في نسَبي |
|
معْهُ رُبيتُ وسِبطاهُ هُما ولدِي |
صدقتُهُ وجميعُ النّاسِ في بُهَمٍ |
|
من الضَّلالةِ والإشراكِ والنكَدِ |
فالحمدُ للهِ شُكراً لا شريكَ لهُ |
|
البَرّ بالعبدِ والباقِي بلا أمدِ |