ولمْ تكتفِ بقتله حتّى سبت نساءه وعياله وأطفاله ، وحملتهم على أقتاب الجِمال من بلد إلى بلد ، ودارت برأسه في البلدان.
لهفي لمَنْ وُدُّهمْ أجرُ الرِّسالةِ لمْ |
|
يرَوا سِوى علَمِ الشَّحناءِ منْشورَا |
وليكن هذا آخر الجزء الثالث من المجالس السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النّبويّة ، ويليه الجزء الرابع. ولمْ نألُ جهداً في اختياره وانتقائه وترتيبه حسبما وصلت إليه مقدرتنا القاصرة ، حتّى جُمع بين دفَّتيه من مهمّات الأخبار والحروب ، والفوائد والاحتجاجات ما لم يجمعه كتاب. والله المسؤول أنْ ينفع به إخوان الدين ، ويجعله خالصاً لوجهه الكريم ، ويحشرنا في زمرة محمّد وآله الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين. ووافق الفراغ منه في شهر ربيع الثاني سنة ١٣٤٣ من الهجرة ، بمدينة دمشق المحميّة ، ووافق الفراغ من إعادة النّظر فيه ثانياً ، والزيادة عليه وتغيير ترتيبه إلى أحسن ، وتهيئته للطبع للمرّة الثانية عصر يوم الاثنين ١٣ من شهر رمضان المبارك سنة ١٣٦٢ هـ بمنزلي في دمشق الشام ـ صانها الله عن طوارق الأيام ـ ، ووافق الفراغ من إعادة النّظر فيه وتهئيته للطبع للمرّة الثالثة ، بقرية الشياح من ضواحي بيروت في أواسط جمادى الأولى سنة ١٣٦٩ هـ. وكتب بيده الفانية مؤلفه الفقير إلى عفو ربّه الغني محسن ابن المرحوم السيّد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي نزيل دمشق ، تجاوز الله عن سيئاته ، حامداً مُصليّاً مُسلّماً.