المجلس السّابع عشر بعد المئتين
قال الله تعالى في سورة البقرة : (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ) إلى قوله تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنّاسِ وَبَيّنَاتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقَانِ) قال الإمام الباقر (ع) : «خطب رسول الله (ص) النّاس في آخر جمعة من شعبان ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها النّاس ، قد أظلّكم شهرٌ فيه ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهرٍ ، وهو شهر رمضان ؛ فرض الله صيامه ، وجعل قيام ليلة فيه بتطوِّعٍ صلاة سبعين ليلة ، فمَن تطوَّع فيها كان كمَن تطوَّع بصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشّهور ، وجعل لِمَن تطوّع فيه بخصلةٍ من خصال الخير والبرِّ كأجر مَنْ أدّى فريضةً من فرائضِ الله ، ومَن أدّى فيه فريضةً من فرائضِ الله كان كمَنْ أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشّهور ، وهو شهرٌ يزيد الله فيه رزق المؤمنين. ومَنْ فطّر فيه مؤمناً صائماً كان له بذلك عند الله عزّ وجل عتقُ رقبةٍ ، ومغفرةُ الذّنوب فيما مضى. فقيل : يا رسول الله ، ليس كلّنا نقدر أنْ نُفطّر صائماً. فقال : إنّ الله تبارك وتعالى كريم ، يُعطي هذا الثّواب منكم مَنْ لم يقدر إلاّ على مذقةٍ من لبن ففطّر بها صائماً ، أو شربةِ ماءٍ عذبٍ ، أو تُميراتٍ لا يقدر على أكثر من ذلك. ومَن خفَّف فيه عن مملوكه ، خُفِّف عنه حسابه. وهو شهر أوّله رحمة ، ووسطه مغفرة ، وآخره إجابة والعتق من النّار. ولا غنى بكم فيه عن أربع خصال : خصلتين ترضون الله بهما ، وخصلتين لا غنى بكم عنهما ؛ أمّا اللتان ترضون الله بهما ، فشهادة أنْ لا إله إلاّ الله وأنّي رسول الله ؛ وأمّا اللتان لا غنى بكم عنهما ، فتسألون الله حوائجكم والجنّة ، وتسألون فيه العافية ، وتتعوذون فيه من النّار». ألا لعن الله ابن ملجم الذي فجع الإسلام والمسلمين بسيّد الأوصياء في شهر رمضان ، فضربه وهو يُصلّي في محرابه ضربة وصلت إلى موضع سجوده.