استعمال المحوو مقابلته بأم الكتاب إنما يناسب مقام التسجيل والكتابة ، التي هي كناية عن التقدير والتسجيل بسير الأ سباب ـ وإن كان نوعياً ـ.
ولا يناسب في المقام إفناء العين الموجودة ، مضافاً إلى أنّه عند إرادة الإفناء لا يبقى لقوله تعالى : (وعنده أمّ الكتاب) (٥) معنىً تأسيسيّ ترتبط به أطراف الكلام في الآية ، ويناسب ذكر المحو والإثبات ، كما لاينبغي أن يخفى.
ويدفعه ثانياً : احتجاج الإمام عليه السلام بهذه الآية للبداء ، وكذا الكثير من استشهادات الأئمة بهذه الآية.
* * *
وأما البداء فهو بمعنى الظهور. مأخوذ من : بدا يبْدو بدواً وبُدُوّاً وبداءةً وبداءً وبدوءً ، فيقال : فلان بدا له في الرأي ، أي ظهر له ما كان مخفيّاً عنه ، وفلان برز فبداله من الشجاعة ما كان مخفيّأً عن الناس (٦).
فمعنى بدا في المثالين واحد ، ولكنّ الاختلاف فيهما جاء من ناحية اللام وربطها للظهور.
____________
(٥) سورة الرعد ٣٩ : ١٣.
(٦) أنظر مادّة بدا من : لسان العرب ١٤ / ٦٥ والصحاح ٦ / ٢٢٧٨.