في النقل ، وكما تقتضيه الحيطة في الحكم ، والورع في الدين.
بمناسبة كل ذلك وجب أن نذكر شيئاً في توضيح معنى البداء.
تمهيد :
لا ريب في أن العالم بأجمعه تحت سلطان الله وقدرته ، وأن وجود أي شيء من الممكنات منوط بمشيئة الله تعالى ، فإن شاء أوجده ، وإن لم يشأ لم يوجده.
ولا ريب ـ أيضاً ـ في أن علم الله سبحانه قد تعلّق بالأشياء كلّها منذ الأزل ، وأن الأشياء بأجمعها كان لها تعين علميّ في علم الله الأزليّ ، وهذا التعيّن يعبّر عنه بـ «تقديرالله» تارةً ، وبـ «قضائه» تارةً أخرى.
____________
قالت الرافضة البداء جائز على الله تعالى ، وهو أن يعتقد شيئاً ، ثمّ يظهر له أن الأمر بخلاف ما اعتقده. إنتهى. [التفسير الكبير ١٩ / ٦٦ المسألة الخامسة من الشبهة السادسة].
سبحانك اللهم إن هذا إلا اختلاق.
وقد حكى الرازي في خاتمة كتاب «المحصّل» [ص ٣٦٥] عن سليمان بن جرير كلاماً يقبح منه ذكره ، ولا يحسن مني سطره.
وإن هذه الكلمة قد صدرت على أثر كلمة أخرى تشابهها ، تفوّه بها بعض النصارى في حق الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله حينما جاء بأحكام ناسخة لما جاء به قبلها ... [أنظر : الهدى إلى دين المصطفى ١ / ٢٥٧ ـ ٢٥٩ ، أعاجيب الأكاذيب : ٨٢ ـ ٨٤ رقم ١١. (م)].
كبرت كلمة تخرج من أفواههم ، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.