الخلاف ، وكذا للمريض ترك الزيادة على ما يستضرّ بتركه للعلّة المفهومة من الآية ، والأخبار ، سيّما الخبر الّذي يدلّ على اجتناب الجماع للمسافر ، وترك زيادة الأكل والشرب ، وأيضا لا يبعد إلحاق المسافر في بعض الأحكام المذكورة بالمريض.
ثمّ إنّ الله تعالى أردف وجوب الصوم وأكّده وبيّن تلك الأيّام بقوله تعالى أعني الآية الثالثة ـ
(شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (١).
الشهر معروف وهو ما بين الهلالين أو ثلاثين يوما ورمضان مصدر رمض بمعنى الحرّ والشدّة فنقل إلى الشهر ، وجعل الشهر مضافا إليه ، فصار المجموع علما وهو غير منصرف للألف والنون مع التعريف كذا في الكشّاف وتفسير القاضي وفيه تأمّل ، إذ المجموع هو المعرفة والعلم لا المضاف إليه فقطّ وقيل هو أيضا علم فكانا له علمين مركّب ومفرد ، فلا يحتاج إلى الجواب بحذف المضاف من العلم فإنّه خلاف الأصل ، وبعيد عن الطبع والاستعمال في مثل ما روي عنه صلىاللهعليهوآله : من صام رمضان إيمانا واحتسابا الحديث (٢) ومن أدرك رمضان ولم يغفر له الخبر (٣)
__________________
(١) البقرة : ١٨٥.
(٢) تمامه : غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، والحديث أخرجه في المستدرك ج ١ ص ٥٧٠ عن دعائم الإسلام والسيوطي في الجامع الصغير على ما في السراج المنير ج ٣ ص ٣٦٦.
(٣) تمامه : ففي أي شهر يعفر له ، راجع الوسائل الباب ١ من أبواب أحكام شهر رمضان الحديث ١٤.