(كتاب الحج)
(والبحث فيه على أنواع)
(الأول)
(في وجوبه)
وفيه آيتان :
الاولى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) (١).
الواو في (وَمَنْ دَخَلَهُ) للعطف و «من» مبتدأ و «كان» خبره وحجّ البيت مبتدأ «ولله» خبره ، والواو كأنّه للاستيناف ، و «من» عطف بيان للناس أو خبر مبتدأ محذوف أي هو من ، وكأنّ المراد بالحجّ الطواف مع باقي الأفعال ، أو قصد البيت للأفعال المخصوصة عنده كما هو اصطلاح بعض الفقهاء ، أو الأفعال المخصوصة عنده كما هو عند البعض ، والاستطاعة عند أكثر الأصحاب مفسّرة بالقدرة على الزاد والراحلة ذاهبا وآئبا ، زائدا على نفقة عياله الواجب نفقتهم عليه حتّى يرجع ، مع عدم المانع في نفسه من مرض وعدم القدرة على السفر وتخلية السرب من الموانع ، وكلّ ذلك مأخوذ من الأدلّة العقليّة والنقليّة.
وأمّا الرجوع إلى كفاية على ما هو مذهب البعض لرواية أبي الربيع الشاميّ (٢)
__________________
(١) آل عمران : ٩٦.
(٢) الوسائل ب ٩ من أبواب وجوب الحج الحديث ١.