وطمعا في رحمة الله وممّا رزقهم الله ينفقون في سبيل الله وطاعته (١).
واعلم أنّ وجوب الصلوات ليس من الفقه فإنّه من ضروريات الدّين ، مع أنّ الآيات الدالّة عليها في غاية الإجمال فكان تركها أليق ، ولكن ذكرنا بعض الآيات في ذلك لبيان الوقت ، وبعض الفوائد الأخر.
تذنيب
(سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) (٢) قيل تدلّ على أنّ المراد بالأمر الفور ، وذلك غير ظاهر ، فإنّه يحتمل أن يقال : المراد استحباب المسارعة فإنّه إنّما يقال مثل هذا الكلام عرفا إذا لم يكن واجبا فتأمل ويؤيّده دخول المستحبّات أيضا فيه فتدلّ على استحباب فعل العبادات أوّل وقتها كما تقدّم.
(النوع الثالث)
في القبلة وفيه آيات :
منها: (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) (٣).
الرؤية هنا بمعنى العلم ، والتقلّب التحوّل والتحرّك في الجهات ، والقبلة هي الكعبة للقادر على المشاهدة على سبيل العادة ، وللبعيد الجهة على ما هو المشهور الرضا هو المحبّة والتولية هو التصيير والتصريف والشطر هو الجانب والنحو والجهة والحرام هو المحرّم كالكتاب بمعنى المكتوب ، والحقّ هو وضع الشيء موضعه ، والغفلة هي السّهو عن بعض الأشياء.
__________________
(١) راجع في ذلك مجمع البيان للطبرسي.
(٢) الحديد : ٢١.
(٣) البقرة : ١٤٢.