وفي خبر آخر : «خير العمل : بِرُّ فاطمةَ وولدها :» (١).
قلتُ : سنفتح بإذن الله ملابسات هذه الرؤية وما يتلوها عن ابن عبّاس في البابين الأوّل «حيّ على خير العمل ، الشرعية والشعارية» ، والثالث «أشهد أن عليّاً وليّ الله بين الشرعية والابتداع» من هذه الدراسة إن شاء الله تعالى. إذ لا خلاف عند جميع الفرق الشيعية إسماعيلية كانت ، أم زيدية ، أم إمامية اثني عشرية بجزئية الحيعلة الثالثة ، وأكّد الدسوقي وغيره ـ كما سيأتي ـ على تأذين الإمام عليّ بن أبي طالب بها ، فقد يكون ـ وكما احتمله الشيخ الصدوق ـ الراوي إنّما ترك ذكر (حيّ على خير العمل) للتقية وذلك للظروف التي كانت تمر بها الشيعة. ويؤيد ما قلناه في شرعية الحيعلة الثالثة وأنّها موجودة في الأخبار المنقولة عن الإمام عليّ وابن عباس ما روي عند الزيدية عن ابن عبّاس عن عليّ بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «لما انتُهي بي إلى سدرة المنتهى ... وفيه : حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل» (٢).
وروى الصدوق في معاني الأخبار بسنده عن عطاء ، قال : كنّا عند ابن عبّاس بالطائف ، أنا وأبو العالية ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، فجاء المؤذِّن فقال : «اللهُ أكبر اللهُ أكبر» ، واسم المؤذِّن قثم بن عبدالرحمن الثقفيّ.
فقال ابن عبّاس : أتدرون ما قال المؤذِّن؟ فسأله أبو العالية ، فقال : أخبرنا بتفسيره.
قال ابن عبّاس : (إذا قال المؤذِّن : «الله أكبر ، اللهُ أكبر» ، يقول : يا مَشاغيلَ
__________________
(١) معاني الأخبار ٣٨ ـ ٤١ والنصّ عنه ، والتوحيد ٢٣٨ ـ ٢٤١ كما في مستدرك وسائل الشيعة ٤ : ٦٥ ـ ٧٠ ح ٤١٨٧ / ١ ، وانظر : بيان المجلسيّ في بحار الأنوار ٨١ : ١٣٤ ـ ١٣٥ ، وتفسيره عليهالسلام الأذان في جامع الأخبار : ١٧١ كما في بحار الأنوار ٨١ : ١٥٣ ـ ١٥٥.
(٢) انظر : الخبر بتفصيله في كتاب الاعتصام بحبل الله ١ : ٢٩٠.