الأرض ، قد وجبت الصلاة ، فتفرَّغوا لها.
وإذا قال : «أشهد أن لا إله إلاَّ الله» ، يقول : يقوم يوم القيامة ، ويشهد لي ما في السماوات وما في الأرض على أنّي أخبرتكم في اليوم خمس مرّات.
وإذا قال : «أشهد أنَّ محمّداً رسول الله» ، يقول : تقوم القيامة ومحمّد يشهد لي عليكم أنّي قد أخبرتكم بذلك في اليوم خمس مرّات ، وحجّتي عند الله قائمة.
وإذا قال : «حيّ على الصلاة» ، يقول : دِيناً قيِّماً فأقيموه ، وإذا قال : «حيّ على الفلاح» ، يقول : هَلُمُّوا إلى طاعة الله وخذوا سهمكم من رحمة الله ، يعني الجماعة.
وإذا قال العبد : «اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر» ، يقول : حرّمت الأعمال.
وإذا قال : «لا إله إلاَّ الله» ، يقول : أمانة سبع سماوات ، وسبع أرضين ، والجبال ، والبحار وضعت على أعناقكم إن شئتم فأقبلوا وإن شئتم فأدِبروا (١).
وقد مرّ عليك كلام الإمام الحسين «والأذان وجه دينكم» ، وقول محمّد ابن الحنفيّة : «عمدتم إلى ما هو الأصل في شرائع الإسلام ومعالم الدين» (٢) ، وما جاء في (مَن لا يحضره الفقيه) بإسناده عن الفضل بن شاذان فيما ذكره من العلل عن الرضا عليهالسلام أنّه قال :
«إنّما أُمِرَ الناس بالأذان لعلل كثيرة ، منها : أن يكون تذكيراً للناسي ، وتنبيهاً للغافل ، وتعريفاً لمن جهل الوقت واشتغل عنه ؛ ويكون المؤذِّن بذلك داعياً لعبادة الخالق ، ومرغِّباً فيها ، ومُقِرَّاً له بالتوحيد ، مجاهراً بالإيمان ، معلناً بالإسلام ...».
إلى أن يقول : «وجُعِل بعد التكبير الشهادتان ، لأنَّ أوّل الإيمان هو التوحيد
__________________
(١) معاني الأخبار ٤١ كما في بحار الأنوار ٨١ : ١٤١ ـ ١٤٣ ومستدرك وسائل الشيعة ٤ : ٧١ ـ ٧٢.
(٢) جاء في كتاب الاعتصام بحبل الله ١ : ٢٧٨ : قال الهادي إلى الحقّ [من أئمّة الزيديّة] : والأذان من أصول الدين ، وأصول الدين لا يتعلّمها رسول الله على لسان بشر من العالمين.