فإذا رأينا أحداً لا يحبّه علمنا أنّه ليس منّا وأنّه لغير رشدة (١).
وجاء عن ابن مسعود قوله : ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله إلاّ ببغضهم عليّ بن أبي طالب (٢).
إذاً كان عليّ بن أبي طالب محكًّا للأنصار ولغيرهم (٣) ، وهذا بخلاف قوله صلىاللهعليهوآله في الأنصار (لا يحبّهم إلاّ مؤمن ولا يبغضهم إلاّ منافق) (٤).
ففي النص الأوّل كان شخص عليّ بن أبي طالب هو المعيار لمعرفة المؤمن من المنافق ، بخلاف الأنصار الذين يرجع حبّهم إلى ما فعلوه من نصرتهم لنشر الدين الإسلامي والسعي في إيواء المسلمين وقيامهم في مهمات الدين.
قال النووي في شرح مسلم (إنّ من عرف مرتبة الأنصار .... وعرف من عليّ ابن أبي طالب قربه من رسول الله صلىاللهعليهوآله وحبّ النبيّ له ، وما كان منه في نصرة الإسلام وسوابقه ثمّ أحب الأنصار وعليّاً لهذا ، كان ذلك من دلائل صحّة إيمانه وصدقه في إسلامه ، لسروره بظهور الإسلام والقيام بما يرضي الله سبحانه وتعالى ورسوله ...) (٥).
__________________
(١) الغريبين للهروي ١ : ٢٢٢ مادة «بور» ، ذكر اول الحديث ، تاج العروس ٣ : ٦١ مادة (بور) ، وغيرهما.
(٢) الدر المنثور ٦ : ٦٦.
(٣) ومن هنا أنشأت عائشة تقول في حق علي عليهالسلام :
إذا ما التِّبر حُكّ على محكٍّ |
|
تبيّن غشّه من غير شكِّ |
وفينا التبر والذهب المصفّى |
|
عليّ بيننا شبه المَحكِّ |
الكنز المدفون للسيوطي : ٦٨.
(٤) صحيح مسلم ١ : ٨٥ ح ١٢٩ كتاب الايمان.
(٥) شرح مسلم ١ ـ ٢ : ٤٢٣ ـ ٤٢٤ ، كتاب الايمان / باب ٣٣.