شيء من أمر الخلافة؟
قلت : نعم.
قال : أيزعم أن رسول الله نصَّ عليه؟
قلت : نعم. وأزيدك : سألتُ أبي عمّا يدّعيه ، فقال : صَدَق.
قال عمر : لقد كان من رسول الله في أمره ذَرْوٌ من قول لا يثبت حجّة ولا يقطع عذراً ، وكان يَرْبَعُ في أمره وقتاً ما ، ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعتُ من ذلك إشفاقاً وحيطةً على الإسلام ... فعلم رسول الله أنّي علمت ما في نفسه فأمسك (١).
وقال العيني في عمدة القاري : واختلف العلماء في الكتاب الذي هم بكتابته فقال الخطابي : يحتمل وجهين ، احدهما انه اراد أن ينص على الإمامة بعده فترتفع تلك الفتن العظيمة كحرب الجمل وصفين (٢).
ولو جمعنا ما جاء عن ابن عباس ، مع ما قاله عمر لرسول الله صلىاللهعليهوآله عند مرضه ـ حينما قال صلىاللهعليهوآله : ائتوني بدواة وقلم أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي أبداً ، فقال عمر : إنّ الرجل لَيَهجُر (٣) ـ مع ما قاله رسول الله لعمر لمّا أتاه بجوامع من التوراة : والذي نفسُ محمّد بيده لو بدا لكم موسى فاتّبعتموه وتركتموني لَضللتُم (٤) ، مع قول رسول الله في حديث الثقلين «ما إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا» ، لو جمعنا كل
__________________
(١) شرح ابن أبي الحديد ١٢ : ٢١ وقال : ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب تاريخ بغداد في كتابه مسنداً.
(٢) عمدة القارئ ٢ : ١٧١.
(٣) وفي نص البخاري «إنّ الرجل قد غلب عليه الوجع» ، وكلاهما إساءة للرسول المصطفى.
(٤) سنن الدارمي ١ : ١١٥ باب ما يتقي من تفسير حديث النبي صلىاللهعليهوآله ، مسند أحمد ٤ : ٢٦٦ ، المصنف لعبد الرزاق ٦ : ١١٣ باب مسألة أهل الكتاب ، أسد الغابة ٣ : ١٢٧.