اللهُ إليه مَلَكاً فعلَّمه إيّاه.
فأمّا ما يقول به الجهّال مِن أنّه رؤيا رآها بعض الأنصار فأخبر بها النبيَّ صلىاللهعليهوآله فأمَرَه أن يُعَلِّمه بلالاً ، فهذا من القول محالٌ لا تقبله العقول ؛ لأنَّ الأذان من أُصولِ الدين ، وأُصولُ الدين لا يعلمها رسول الله على لسان بشر من العالمين» (١).
الإمام محمّد بن عليّ الباقر عليهالسلام (ت ١١٤ هـ) :
جاء في الكافي والتهذيب والاستبصار ـ والنصّ للأخيرينِ ـ بإسناد الشيخ الطوسي عن محمّد بن عليّ بن محبوب ، عن عليّ بن السنديّ ، عن ابن أبي عُمير ، عن ابن أُذينة ، عن زُرارة والفُضيل بن يسار ، عن أبي جعفر [الباقر] عليهالسلام ، قال :
«لمّا أُسري برسول الله صلىاللهعليهوآله فبلغ البيت المعمور حضرت الصلاة ، فأذَّن جبرئيل وأقام ، فتقدَّم رسول الله ، وصفَّ الملائكة والنبيّون خلف رسول الله صلىاللهعليهوآله».
قال : فقلنا له : كيف أذّن؟
فقال : «اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر ، أشهد أن لا إله إلاَّ الله ، أشهد أن لا إله إلاَّ الله ، أشهد أنَّ محمّداً رسول الله ، أشهد أنَّ محمّداً رسول الله ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل ، اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر ، لا إله إلاَّ الله ، لا إله إلاَّ الله ؛ والإقامة مثلها إلاَّ أنَّ فيها : «قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة» بين : «حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل» ، وبين : «اللهُ أكبر اللهُ أكبر» ، فأمر بها رسولُ الله بلالاً ، فلم يَزَل يؤذِّن بها حتّى قَبض اللهُ رسولَه صلىاللهعليهوآله» (٢).
__________________
(١) الأحكام ، للإمام الهادي بالله الزيديّ ١ : ٨٤.
(٢) الكافي ٣ : ٣٠٢/١ وفيه صدر الحديث ، التهذيب ٢ : ٦٠/٢١٠ ، الاستبصار ١ : ٣٠٥ / باب