كلّ ضلال إلى يوم القيامة.
فقد روى أحمد الحديث في «مسنده» (١) ، وقال فيه : «فلمّا أكثروا اللغط والاختلاف وغُمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال : قوموا عنّي!».
وحكى ابن أبي الحديد (٢) ، عن الجوهري ، رواية الحديث ، وقال فيه : «فلمّا أكثروا اللغط واللغو والاختلاف غضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال : قوموا عنّي! لا ينبغي لنبيّ أن يُختلف عنده هكذا ؛ فقاموا» .. الحديث.
ويا هل ترى ، إنّا لو قلنا : «إنّ عمر يهجر» في قبال قوله للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «يهجر» ، أكانوا يرضون منّا بدون القتل؟!
والحال أنّ قولنا لو كان حراماً وضلالا لكان بسبب عمر ؛ لمنعه للكتاب الرافع للضلال إلى يوم القيامة ، فكان أَوْلى بما يستحلّونه منّا!
وأعجب من ذلك أنّهم ـ مع نسبة الهجر عندهم إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ يستدلّون على استحقاق أبي بكر الخلافة ؛ بدعوى أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أمره بالصلاة في الناس!
والحال أنّ أمره بها ـ على زعمهم ـ كان في حال شدّة المرض بحيث يُغمى عليه مرّةً ويفيق أُخرى ، كما في بعض روايات البخاري (٣) ، ومسلم (٤) ، وغيرهما (٥).
__________________
(١) ص ٣٢٤ من الجزء الأوّل. منه (قدس سره).
(٢) ص ٢٠ من المجلّد الثاني [٦ / ٥١]. منه (قدس سره).
(٣) صحيح البخاري ١ / ٢٧٨ ح ٧٨.
(٤) صحيح مسلم ٢ / ٢٠ ـ ٢١.
(٥) سنن ابن ماجة ١ / ٣٩٠ ح ١٢٣٤ ، صحيح ابن خزيمة ٣ / ٢٠ ح ١٥٤١ وص ٥٩ ـ ٦٠ ح ١٦٢٤ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٣ / ٢٧٨ ح ٢١١٥ وص ٢٨٢ ح