الطول ؛ تحفّظاً عن النسيان ، وتحرّزاً عن تسلّط الشيطان (وليكون معترفاً بالعقائد ابتداء الصلاة ، وعند الفراغ من الجميع ، أو ممّا فُرِضَ في أصل التكليف) (١).
ثمّ لما أتمّ العمل حصل له الأمان ، اعتماداً على لطف الملك المنان ، فأدخل نفسه في السلام ، وتيمّن بذكر السلام على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وباقي الأنبياء ، والملائكة ، والعباد الصالحين.
وتخصيص الدعاء بـ «يا خير المسئولين» كما هو المُعتاد بالسجدة الأخيرة ؛ لأنها الختام من بين السجدات ، وعندها ترجّي اللطف والرحمة ، ولذا ورد الدعاء على الظالم في السجدة الأخيرة من نافلة اللّيل (٢).
ولمثل ذلك خصّ القنوت بالركعة الأخيرة ؛ لأنّها آخر الصلاة الأصليّة.
وفي آداب النساء لوحظ ماله ربط بالحياء.
وباعتبار حصول القُرب ، ومقبوليّة ما أتى به من القُربات ، كان ما بعدها من الوقت من أفضل الأزمنة والأوقات ، فحصلت له مظنّة بقبول ما يأتي به من الطاعات ؛ فعقّبها بتعقيبات من قراءة ، وأذكار ، ودعوات.
وإذا دقّقت النظر ، وقفت على أسرار أُخر (٣) ، (ويمكن استنباط جلّ ما ذكرناه من الأسرار الواردة في الأخبار عن النبي المختار صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والأئمّة الأطهار عليهمالسلام ، وهي كثيرة لا بدّ من التعرّض لجملة منها :
منها : ما ورد في الوضوء ، وهو أُمور عديدة :
روي عن الرضا عليهالسلام : «أنّه إنّما وجب الوضوء على الوجه واليدين ، ومسح الرأس والرجلين ؛ لأنّ العبد إذا قام بين يدي الجبار ، فإنّما ينكشف من جوارحه ويظهر ما وجب فيه الوضوء ، وذلك : أنّه بوجهه يستقبل ، ويسجد ، ويخضع ؛ وبيده يسأل ، ويرغب ، ويرهب ، ويتبتّل ؛ وبرأسه يستقبله
__________________
(١) ما بين القوسين ليس في «م» ، «س».
(٢) الكافي ٢ : ٥١٢ ح ٣ ، الوسائل ٤ : ١١٦٦ أبواب الدعاء ب ٥٥ ح ١.
(٣) كلّ المطالب الموجودة بعد هذا القوس الممتدة إلى عشرة صفحات تقريباً غير موجودة في «م» ، «س».