وكان التسليم بالأنف لا بالوجه كلّه لمن يصلّي وحده ، وبالعين لمن يصلّي بقوم ؛ لأنّ مَقعد الملكين من ابن آدم الشدقان (١) ، فصاحب اليمين على الشدق الأيمن ، فيسلّم المصلّي عليه ، وليُثبت له صلاته في صحيفته.
وتسليم المأموم ثلاثاً ؛ لتكون واحدة ردّاً على الإمام ، وتكون عليه وعلى ملكيه ، وتكون الثانية على يمينه ، والمَلكين الموكّلين به ، وتكون الثالثة على مَن على يساره ، ومَلَكيه الموكّلين به.
ومَن لم يكن على يساره أحد ، لم يسلّم على يساره.
فتسليم الإمام يقع على ملكيه والمأمومين ، يقول لملكيه : اكتبا سلامة صلاتي ممّا يفسدها ، ويقول لمن خلفه : سلمتم وأمنتم من عذاب الله عزوجل ، إلى غير ذلك ممّا وردَ في هذا المقام (٢).
ثمّ لنختم الكلام بحديثين أوّلهما عن الصادق ، والثاني عن الكاظم عليهماالسلام.
الحديث الأوّل : ما روي بطريقين ، عن الصباح المزني ، وسدير الصيرفي ، ومؤمن الطاق ، وعمر بن أُذينة ، عن الصادق عليهالسلام في حديث طويل : «إنّ الله عرج بنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأذّن جبرئيل عليهالسلام ، فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، أشهدُ أن لا إله إلا الله ، أشهدُ أن لا إله إلا الله ، أشهدُ أنّ محمداً رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أشهدُ أن محمّداً رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل ، قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة.
ثمّ إنّ الله عزوجل قال : يا محمّد ، استقبل الحجر الأسود ، وهو بحيالي ، وكبّرني بعدد حُجبي ، فمن أجل ذلك صار التكبير سَبعاً ؛ لأنّ الحُجب سَبعة ، وافتتح القراءة
__________________
(١) شدق الإنسان والدابة : هو لحم باطن الخدّين من جانبي الفم. جمهرة اللغة ٢ : ٦٥٢.
(٢) العلل ٢ : ٣٥٩ ح ١ ، الوسائل ٤ : ١٠٠٩ أبواب التسليم ب ٢ ح ١٥.