فقال له : استوِ جالساً يا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ففعل ، فلما استوى جالساً ذكر جلالة ربّه ، فخرّ لله ساجداً من تلقاء نفسه ، لا لأمرٍ أمره ربّه عزوجل ، فسبّح أيضاً.
فقال : ارفع رأسك ، ثبّتك الله ، واشهد أن لا إله إلا الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور ، اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، كما صلّيت ، وباركت ، وترحّمت ، ومننت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ، اللهم تقبّل شفاعته في أُمّته ، وارفع درجته ، ففعل.
فقال له : يا محمّد ، واستقبل ربّك تبارك وتعالى مُطرقاً ، فقال : السلام عليك ، فأجابه الجبّار جلّ جلاله ، وقال : وعليك السلام يا محمّد.
قال أبو الحسن عليهالسلام : إنّما كانت الصلاة التي أُمر بها ركعتين ، وسجدتين ، وهو إنّما سجد سجدتين في كلّ ركعة ، كما أخبرتك من تذكّره لعظمة ربّه ، فجعله الله تبارك وتعالى فرضاً (١) الحديث) (٢).
كتاب القرآن
وهو الكتاب المُنزل من السماء على سيّد الرسُل ، وخاتم الأنبياء ، مفصّلاً سوراً وآيات ، مَعدوداً من أكبر الآيات والمُعجزات ، راجحة قراءته حيث تكون غير منسوخة تلاوته. فخرجت باقي الكُتب السماويّة ، والأحاديث القدسيّة ، ومنسوخ التلاوة ، وإن كان في مبدأ خلقه مُحتسباً منه.
وفي كونه حقيقة في المجموع فقط ، أو مُشتركاً معنوياً ، أو لفظيّاً بينه وبين البعض وجوه ، أقواها الأوّل.
وفيه مباحث :
__________________
(١) العلل ٢ : ٣٣٤ ح ١ ، الوسائل ٤ : ٦٨١ أبواب أفعال الصلاة ب ١ ح ١١.
(٢) إلى هنا تنتهي المطالب الغير الموجودة في «م» ، «س».