وعن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام أنّ من قرأَ يس في عمره مرّة واحدة ، كتبَ الله له بكلّ خلق في الدنيا ، وكلّ خلق في الآخرة ، وفي السماء بكلّ واحد ألف ألف حسنة ، ومحا عنه مثل ذلك ، ولم يصبه فقر ، ولا عُدم (١) ، ولا هَدم ، ولا نَصَب (٢) ، ولا جُنون ، ولا جُذام (٣) ، ولا وَسواس (٤) ، ولا داء يضرّه ، وخفّف الله عنه سكرات الموت ، وأهواله ، وتولّى الله قبض روحه ، وكان ممّن يضمن الله السّعة في معيشته ، والفرج عند لقائه ، والرضا بالثواب في آخرته ، وقال الله تعالى لملائكته أجمعين ، مَن في السماوات ، ومَن في الأرض : قد رضيتُ عن فلان ، فاستغفروا له (٥).
الثاني والأربعون : إنّه يُستحبّ ختمه في كلّ شهر مرّة ، أو في كلّ سبعة أيّام أو في كلّ ثلاثة ، أو في ليلة واحدة ؛ مع الترتيل ، والتأمّل في المعاني ، وسؤال الجنّة ، والتعوّذ من النار عند قراءة آيتيهما.
وعن الصادق عليهالسلام أنّه قال لا يُعجبني أن يُقرأ القرآن في أقلّ من شهر ، وإنّ أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم يقرأ أحدهم في شهر أو أقلّ (٦).
الثالث والأربعون : إنّه تُستحب قراءته في البيت ، فعن الصادق عليهالسلام : «إنّ البيت إذا كان فيه مسلم يقرأ القرآن تراءى لأهل السماوات ، كما يتراءى الكوكب الدرّي لأهل الأرض ، وتنزل البركة ، وتحضر الملائكة فيه» (٧).
__________________
(١) يقال : أعدم بالألف : افتقر ، فهو معدم وعديم. المصباح المنير : ٣٩٧.
(٢) النّصب : التعب. مفردات الراغب : ٤٩٤.
(٣) الجذم : القطع ، ومنه يقال : جذم الإنسان إذا أصابه الجذام ، لأنه يقطع اللحم ويسقطه. المصباح المنير : ٩٤.
(٤) الوسواس : مرض يحدث من غلبة السوداء يختلط معه الذهن. المصباح المنير : ٦٥٨.
(٥) ثواب الأعمال : ١٣٨ ح ٢ ، الوسائل ٤ : ٨٨٦ أبواب قراءة القرآن ب ٤٨ ح ٢.
(٦) الكافي ٢ : ٦١٧ ح ١ ، الإقبال ١ : ٢٣٢ ، الوسائل ٤ : ٨٦٢ أبواب قراءة القرآن ب ٢٧ ح ١ ٣.
(٧) الكافي ٢ : ٦١٠ ح ٢ ، عدة الداعي : ٢٨٧ ، الوسائل ٤ : ٨٥٠ أبواب قراءة القرآن ب ١٦ ح ١ ، ٢.