وروى عنهم عليهمالسلام ، عن لقمان عليهالسلام أنّه قال لابنه : «اختر المجالس على عينك ، فإن رأيت قوماً يذكرون الله تعالى ، فاجلس معهم ؛ فإن تكُ عالماً ، نفعك علمك ؛ وإن تكُ جاهلاً علّموك ، ولعلّ الله يُظلّهم برحمة ، فتعمّك معهم ؛ فإذا رأيت قوماً لا يذكرون الله ، فلا تجلس معهم ؛ فإنّك إن تكُ عالماً ، لا ينفعك علمك ؛ وإن تكُ جاهلاً ، يزيدوك جهلاً ، ولعلّ الله أن يظلّهم بعقوبة فتعمّك معهم» (١).
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الملائكة يمرّون على حلق الذكر ، فيقومون على رؤسهم ، فيبكون لبكائهم ، ويؤمّنون على دعائهم إلى أن قال فيقول الله لهم : اشهدوا أنّي قد غفَرتُ لهم ، وآمنتهم ممّا يخافون ، فيقولون : ربّنا إنّ فيهم فلاناً ، ولم يذكرك ، فيقول : قد غفرتُ له بمجالسته لهم ، فإنّ الذاكرين ممّن لا يشقى بهم جليسهم» (٢).
ويتحقّق الذكر : بذكر أسماء الله تعالى ، وصفاته الخاصّة ، أو العامة ، مع إرادة الله منها ، مُفردة أو مُركّبة ، مُفيدة أو غير مُفيدة ، وبما يرجع إليه من ضمير أو إشارة.
وكذا بكلّ ما يشتمل على تعظيمه ، ومنه قول : بحول الله تعالى ، وبكلّ ما فيه مُناجاة الله ، وتكليمه ، مع إفادة المعنى.
وذكر بعض حروف الكلمة ليس من الذكر ، وكذا ما ذكر مَقلوباً ، وما نثرت فيه الحروف نثراً ، بحيث لا يترتّب عليها صوغ الكلمة.
والظاهر أنّ المحرّم منه لدخوله في الغناء ، أو فيما أضرّ الناس ، أو في خطاب الأجنبيّات مع التلذّذ لا يُعدّ من الذكر.
وأسماء العلماء ، والصلحاء ، والأنبياء ، والأوصياء السابقين لا يلحق ذكرهم بالذكر ، وإن كان راجحاً.
وأمّا أسماء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والزهراء عليهاالسلام ، والأئمّة عليهمالسلام فلا يبعد فيها الإلحاق ، لكنّ الاحتياط أن لا تلحق إلا مع الإضافة إلى ذكر
__________________
(١) الكافي ١ : ٣٩ ح ١ ، علل الشرائع : ٣٩٤ ح ٩ ، الوسائل ٤ : ١٢٣٩ أبواب الذكر ب ٥٠ ح ٢.
(٢) إرشاد القلوب : ٦٢ ، أعلام الدين : ٢٨٠ ، عدّة الداعي : ٢٥٦ ، الوسائل ٤ : ١٢٣٩ أبواب الذكر ب ٥٠ ح ٤.