كتاب الدعاء
الدعاء مُستحبّ في نفسه ، عقلاً وشرعاً ، والآيات والروايات والإجماع والضرورة شاهدة عليه. وفيه معظم الشرف بعد شرف العبوديّة والخدمة ؛ لأنّ الداعي يكون في مقام الخطاب والمناجاة والتكلّم مع الله تعالى.
والاستكبار عنه حرام ، بل مكفّر ، وفسّرت في أخبار كثيرة أية (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) (١) بأنّهم المستكبرون عن الدعاء والعبادة : الدعاء (٢).
وفي الخبر : «لو أنّ عبداً سدّ فاهُ ، ولم يسأل ، لم يُعطَ شيئاً ، فاسأل تُعطَ» (٣).
وفي آخر : «من لم يَسأل الله من فضله افتقر» (٤) إلى غير ذلك.
وللدعاء ثواب مقدّر ، ومقامات وكيفيّات ، فلا بدّ فيه من بيان أُمور تُستحبّ مُراعاتها :
__________________
(١) المؤمن : ٦٠.
(٢) الكافي ٢ : ٤٦٦ ح ٥١ ، عدّة الداعي : ٣٩ ، الوسائل ٤ : ١٠٨٣ أبواب الدعاء ب ١ ح ١ ـ ٢.
(٣) الكافي ٢ : ٤٦٦ ح ٣ ، عدّة الداعي : ٢٩ ، الوسائل ٤ : ١٠٨٤ أبواب الدعاء ب ١ ح ٥.
(٤) الكافي ٢ : ٤٦٧ ح ٤ ، عدّة الداعي : ٢٩ ، الوسائل ٤ : ١٠٨٤ أبواب الدعاء ب ١ ح ٦.