وعن أبي جعفر عليهالسلام من دعا بنا أفلح ، ومن دعا بغيرنا هلك ، واستهلك (١) ، إلى غير ذلك.
ومنها : الدعاء في الجزء السابع من اللّيل ، وهو السدس الأوّل من النصف الثاني ؛ فإنّه ما يوافقه مسلم يصلّي أو مطلقاً ويدعو ، إلا استجيب له.
ومنها : الدعاء عند رِقّة القلب ، وقشعريرة البدن ، وحصول الإخلاص ، والخوف من الله تعالى ، فقد روي : إذا اقشعرّ جلدك ودمعت عيناك ، فدونك دونك ، فقد قَصَدَ قَصدك (٢) ، وإنّ بالإخلاص يكون الخلاص ، وإذا اشتدّ الفزع ، فإلى الله المفزع (٣).
ومنها : استحبابه مع البكاء ، والتباكي مع تعذّره ، ولو بتذكّر بعض الأقرباء ، فكلّ عين باكية يوم القيامة إلا ثلاثة ، باكية من خشية الله ، وغاضة عن محارم الله ، وساهرة في سبيل الله. ومن لم يجئه البكاء ، فليتباكَ ، أو يعالج بتذكّر بعض الأرحام.
ومنها : الدعاء في الليل ، خصوصاً ليلة الجمعة وفي يوم الجمعة ، فعن الصادق عليهالسلام : «إنّ فيما ناجى الله به موسى أن قال : يا ابن عمران ، كذب من زعم أنّه يحبّني ، فإذا جنّه اللّيل نام ، فإنّ كلّ مُحبّ يُحبّ خلوة حبيبه.
يا ابن عمران ، أنا مُطّلع على أحبّائي ، إذا جنّهم اللّيل حوّلت أبصارهم في قلوبهم ، ومثلث عقوبتي بين أعينهم ، يخاطبونني عن المشاهدة ، ويكلّمونني عن الحضور.
يا ابن عمران ، هب لي من قلبك الخشوع ، ومن يدك الخضوع ، ومن عينك الدموع ، وفي ظلم اللّيل ادعني تجدني قريباً» (٤).
وعن الباقر عليهالسلام : «إنّ الله تعالى يُنادي كلّ ليلة جمعة من فوق عرشه من أوّل الليل إلى أخره : ألا عبد مؤمن يدعوني لدينه أو دنياه قبل طلوع الفجر ، فأُجيبه ،
__________________
(١) أمالي الطوسي : ١٧٢ ح ٢٨٩ ، الوسائل ٤ : ١١٤٢ أبواب الدعاء ب ٣٧ ح ١٢.
(٢) قصد قصدك ، من قولهم «أقصد السهم» أصاب وقتل مكانه. مفردات الراغب : ٤٠٤.
(٣) الكافي ٢ : ٤٦٨ ح ٢ ، وص ٤٧٨ ح ٨ ، الخصال : ٨١ ح ٦ ، تنبيه الخواطر ٢ : ١٥٤ ، الوسائل ٤ : ١١٢١ أبواب الدعاء ب ٢٨.
(٤) أمالي الصدوق : ٢٩٢ ، أعلام الدين : ٢٦٣ ، الوسائل ٤ : ١١٢٤ أبواب الدعاء ب ٣٠ ح ٢.