ألا عبد مؤمن يتوب إليّ قبل طلوع الفجر فأزيده ، وأُوسع عليه ، ألا عبد مؤمن سقيم يسألني أن أشفيه قبل طلوع الفجر فأُعافيه ، ألا عبد مؤمن محبوس مغموم يسألني أن أُطلقه من سجنه وأُخلّي سَربه (١) ، ألا عبد مؤمن مظلوم يسألني أن أخذ له بظلامته قبل طلوع الفجر ، فأنتصر له وأخذ بظلامته ، فلا يزال ينادي بهذا حتّى يطلع الفجر» (٢).
وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا كان آخر اللّيل يقول الله تعالى : هل من داعٍ فأُجيبه ، هل من سائل ، فأُعطيه سؤله ، هل من مُستغفرٍ فأغفر له ، هل من تائبٍ فأتوب عليه (٣). إلى غير ذلك.
ومنها : تقديم تمجيد الله تعالى والثناء عليه ، والإقرار بالذنب والاستغفار منه ، وصلاة ركعتين.
قال الصادق عليهالسلام إذا طلب أحدكم الحاجة فليثني على ربّه ، وليحمده ، فإنّ الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيّأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه ، فإذا طلبتم الحاجة ، فمجّدوا العزيز الجبّار ، وامدحوه ، وأثنوا عليه ، تقول : يا أجود من أعطى ، ويا خير من سُئل ، يا أرحم من استُرحم ، يا أحد ، يا صمد ، يا من لم يلد ، ولم يُولد ، ولم يكن له كفواً أحد ، يا من لم يتّخذ صاحبةً ولا ولداً ، يا من يَفعل ما يشاء ، ويحكم ما يُريد ، ويقضي ما أحبّ ، يأمن يحول بين المرء وقلبه ، يا من هو بالمنظر الأعلى ، يا من ليس كمثله شيء ، يا سميع يا بصير.
قال : وأكثر من أسماء الله تعالى ، فإنّ أسماءه كثيرة ، وصلّ على محمّد وآل محمّد ، وقل : «اللهمّ أوسع عليّ من رزقك الحلال ما أكفّ به وجهي ، وأؤدّي به عني أمانتي ، وأصِل به رحمي ، ويكون عوناً لي في الحج والعمرة».
__________________
(١) السرب : الطريق ، ومنه يقال خلّ سربه. المصباح المنير : ٢٧٢. ويقال : هو آمن في سربه أي في نفسه ، وقيل في أهله ونسائه ، فجعل السرب كناية. مفردات الراغب : ٢٢٩.
(٢) التهذيب ٣ : ٥ ح ١١ ، عدّة الداعي : ٤٥ ، الوسائل ٤ : ١١٢٥ أبواب الدعاء ب ٣٠ ح ٤.
(٣) أعلام الدين : ٢٧٧ ، عدّة الداعي : ٤٨ ، الوسائل ٤ : ١١٢٥ أبواب الدعاء ب ٣٠ ح ٥.