ثمّ ذكر صلاة الركعتين ، وقال : «إذا أردت أن تدعو الله ، فمجّده ، واحمده ، وسبّحه ، وهلّله ، وأثنِ عليه ، وصلّ علي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وسل تُعط».
وقال في جواب من قال : قد أوعد الله تعالى بإجابة الدعاء ، فكيف أخلف وعده إنّ للدعاء جهة ، فمن جاء من جهة الدعاء استُجيب له ؛ وهي أن تبدأ فتحمد الله تعالى ، وتذكر نِعَمَه عندك ، ثمّ تشكره ، ثمّ تصلّي على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ تذكر ذنوبك وتقرّ بها ، ثمّ تستغفر منها ، فهذه جهة الدعاء» (١) إلى غير ذلك من الأخبار (٢).
ومنها : الدعاء عند هبوب الرياح ، وزوال الشمس ، ونزول المطر ، وقتل الشهيد ، وعند قراءة القرآن ، وعند الأذان ، وعندَ التقاء الصفّين ، وعند دعوة المظلوم ، وعند الزحف ، وعند طلوع الفجر ؛ فإنّه تُفتح أبواب السماء ، ولا يكون له حجاب دون العرش ، وقدّر وقت الزوال بمقدار ما يصلّي أربع ركعات مترسّلاً.
وكلّ من أدّى لله تعالى مكتوبة ، فلهُ بعدَها دعوة مُستجابة.
ومنها : الدعاء بعد قراءة مائة أية من أيّ القرآن شاء ، ثمّ يقول : يا الله ، سبع مرّات ، قال أمير المؤمنين : فإنّه لو دعا على الصخرة لقلعها إن شاء الله تعالى (٣).
ومنها : الدعاء بعد شم الطيب ، والتصدّق ، والرواح إلى المسجد.
ومنها : الدعاء مع اجتماع أربعين إلى أربعة. روي : أنّه ما اجتمع أربعة رهط على أمر واحد فدعوا الله تعالى إلا تفرّقوا عن إجابة (٤).
وأنّه ما من رهط أربعين رجلاً اجتمعوا فدعوا الله في أمر إلا استجاب لهم ، فإن لم يكونوا أربعين ، فأربعة يدعون الله عشر مرّات ، إلا استجاب لهم ، وإن لم يكونوا
__________________
(١) الكافي ٢ : ٤٨٥ ح ٦ ، دعوات الراوندي : ٢٣٠ ح ٢٨ ، عدّة الداعي : ٢١ ، فلاح السائل : ٣٥.
(٢) انظر الكافي ٢ : ٤٨٥ ح ٦ ـ ٩ ، وعدّة الداعي : ٢١ ، والوسائل ٤ : ١١٢٦ أبواب الدعاء ب ٣١.
(٣) ثواب الأعمال : ١٣٠ ، أعلام الدين : ١٣٠ ، الوسائل ٤ : ١١١٤ أبواب الدعاء ب ٢٣ ح ٤.
(٤) دعوات الراوندي : ٢٩ ح ٥٥ ، عدّة الداعي : ١٥٨.