سخطة ، ألا لا تشغلوا أنفسكم بسبّ الملوك ، توبوا إليّ ، أعطف قلوبهم عليكم» (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام قال الله تعالى : لا تولعوا بسب الملوك ، توبوا إلى الله يعطف قلوبهم عليكم (٢).
ومنها : الدعاء على العدوّ في السجدة الأخيرة من الركعة الثانية من نافلة اللّيل ، فإنّ رجلاً شكا إلى الصادق عليهالسلام بأنّ له جاراً من قريش من آل محرز ، قد نوّه باسمه وشهره ، وكلّما مرّ عليه أحد يقول : هذا الرافضي يحمل الأموال إلى جعفر بن محمّد ، فقال عليهالسلام له : «ادعُ عليه في صلاة اللّيل ، وأنت ساجد في السجدة الأخيرة من الركعتين الأوّلتين ، واحمد الله عزوجل ومجّده ، وقل : اللهمّ فلان بن فلان قد شهرني ، ونوّه بي ، وغاضني وعرّضني للمكاره ، اللهمّ اضربه بسهم عاجل تشغله به عنّي ، اللهمّ قرّب أجله ، واقطع أثره ، وعجّل ذلك يا ربّ ، الساعة الساعة» ثمّ ذكر أنّه فعل ذلك ، ودعا عليه ، فهلك (٣).
ومنها : دعاء المباهلة ، وصورتها تُعلم من قول الصادق عليهالسلام لأبي مسروق لمّا قال له : إنّا نكلّم الناس ، فنحتج عليهم : «إذا كان ذلك ، فادعهم إلى المباهلة ، وأصلح نفسك ثلاثاً» وفي ظنّ الراوي أنّه قال : «وصم ، واغتسل ، وابرز أنت ، وهو إلى الجبّانة ، وشبّك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه ، ثمّ أنصفه وابدأ بنفسك ، وقل : اللهمّ ربّ السماوات السبع ، وربّ الأرضين السبع ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم ، إن كان أبو مسروق جحد حقّا وادّعى باطلاً ، فأنزل عليه حُسباناً (٤) من السماء ، أو عذابا أليماً ، ثمّ ردّ الدعوة عليه ، وقل : وإن كان فلاناً جحد حقّا ، وادّعى باطلاً ، فأنزل عليه حُسباناً من السماء أو عذاباً أليماً» ثمّ قال لي : «فإنّك لا تلبث أن ترى
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٢٩٩ ح ٩ ، الجواهر السنيّة : ١٣٨ ، الوسائل ٤ : ١١٦٥ أبواب الدعاء ب ٥٣ ح ٣.
(٢) المحاسن : ١١٧ ح ١٢٢ ، أمالي الصدوق : ٢٩٩ ح ٩ ، الوسائل ٤ : ١١٦٥ أبواب الدعاء ب ٥٣ ح ٤.
(٣) الكافي ٢ : ٥١٢ ح ٣ ، مصباح المتهجّد : ١٢٠ ، الوسائل ٤ : ١١٦٦ أبواب الدعاء ب ٥٥ ح ١.
(٤) الحسبان : سهام صغار يرمى بها عن القِسيّ الفارسيّة ، الواحد حسبانة. المصباح المنير : ١٣٥ ، وقيل : الحسبان نار وعذاب. مفردات الراغب : ١١٦.