قائمة الکتاب
المسلك الأول : وعد الله بظهور دينه على الدين كلّه
١٩
إعدادات
الغيبة
الغيبة
تحمیل
المسلك الأول
وعد الله بظهور دينه على الدين كلّه
إن الله سبحانه وتعالى وعد وعداً قاطعاً صريحاً بظهور دينه على الدين كلّه ، لا يقصد بذلك دينه الذي بدأ به من أول مَن أرسله رسولاً إلى خلقه وانتهى بمن أرسله رسولاً وسيداً على المرسلين وخاتم النبيين ، بل الدين الذي جاء به نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعد الله سبحانه وعداً قاطعاً بأن يظهره على الدين كلّه.
وهذا الوعد جاء ضمن آيات ثلاث ، ومن غريب الأمر أن آيتين منها متماثلتان ، ولا أقول متشابهتان ، بل متماثلتان تماماً من أول حرف من الآية إلى آخر حرف منها ، وجاءتا في سورتين بينهما فاصل زمني وإن كانت السورتان كلتاهما مدنيتين.
الأولى : قوله تعالى في سورة التوبة (١) :
__________________
(١) سورة التوبة من آخر ما نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم تنزل بعدها سورة سوى المائدة ، وهي آخر السور التي نزلت في عرفة في ذي الحجة من السنة العاشرة من هجرته صلىاللهعليهوآلهوسلم من المدينة المنورة ، وبعدها لم يعش إلاّ أقل من ثلاثة شهور ، إن أقربنا وفاته بالثامن والعشرين من صفر ، أم أبعدنا الى الثاني عشر من ربيع الأول ، ولكن في تلك السنة التي تلت الشهر الثاني عشر من السنة العاشرة وشهر ذي الحجة لم يعش بعدها.