سيّئاته» (١) ، وعنه عليهالسلام : «الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض» (٢).
وروى الكليني بإسناده عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أيّ الجهاد أفضل؟ قال : «مَن عُقرَ جواده ، وأُهريق دمه في سبيل الله» (٣). وروى البرقي بإسناده عن منصور بن حازم ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أيّ الأعمال أفضل؟ فقال : «الصلاة لوقتها ، وبرّ الوالدين ، والجهاد في سبيل الله تعالى» (٤).
المبحث الثالث
في بيان حُسن التكليف وقُبح قول من قبّحه ، قد حكم العقل بحُسنه ، ودلّ على رجحانه ، بل وجوبه بوجوه عديدة :
أوّلها : أنّ بديهة العقل تحكم بأنّ صاحب العظمة والجبروت ، والمُلك والملكوت ، يحسن منه إظهار عظمته وجبروته ، وملكه وملكوته ، حتّى يعلم أنّه الله ولا معبود سواه.
فإذا لم يظهر منه أمر ، ونهي ، وزجر ، ووعد ، ووعيد ، وكتاب ، وحساب ، وثواب ، وعقاب ، ضَعُفَ أمر سلطانه ، ولم يعلم علوّ شأنه ، ولم تظهر عظمته ، ولم تُعلم حكمته ، ولم يعرف غضبه ، ورحمته ، فتنقص من الصفات صفة الغضب ، والرضا ، والرحمة ، والصفح ، والنقمة.
ثانيها : أنّه يجب خلق الممكنات مختلفة الحقائق والصفات ، ولو لا اختلافها لظنّ أنّها واجبة قديمة ، وليست من الممكنات الحادثات ، ولذلك اختلفت الجمادات ،
__________________
(١) الكافي ٥ : ٥٤ ح ٦ ، الوسائل ١١ : ٩ أبواب جهاد العدوّ ب ١ ح ١٩.
(٢) الكافي ٥ : ٤ ح ٥ ، التهذيب ٦ : ١٢١ ح ٢٠٧ ، مشكاة الأنوار : ١٥٦ ، الوسائل ١١ : ٧ أبواب جهاد العدوّ ب ١ ح ٩ ، البحار ٩٧ : ٢٥ ح ٢٢ ، روضة الواعظين للفتال ٢ : ٣٦٢.
(٣) الكافي ٥ : ٥٤ ح ٧ ، الوسائل ١١ : ٦ أبواب جهاد العدوّ ب ١ ح ٧ ، البحار ٩٧ : ١١ ح ٢٠.
(٤) الكافي ٢ : ١٥٨ ح ٤ ، الوسائل ١١ : ١٢ أبواب جهاد العدوّ ب ١ ح ٢٨ ، البحار ١٠٠ : ١١ ح ١٧ ، المحجّة البيضاء ٣ : ٤٣٩ ، رياض الصالحين للنوري : ٣٢٢.