وإخبار عن رجل من المجاهدين من أهل النار فقتل نفسه ، وإخباره بموت النجاشي حين موته فصلّى عليه بالمدينة ، وإخباره بقتل الأسود الكذّاب ليلة قتله ، وهو بصنعاء اليمن.
وإخباره بأنّ واحداً من أصحابه وكانوا مجتمعين يكون من أهل النار ، فارتدّ واحد منهم وقُتل ، وإخباره بقتل أُبي بن خلف الجمحي فقُتل.
وإخباره يوم بدر بمصارع أصحابه وتعيين مواضعها على نحو ما وقع ، وإخباره بأنّ فاطمة عليهاالسلام أسرع لحوقاً به من أهل بيته ، وإخبار نسائه بأنّ أطولهنّ يداً في الصدقات أوّل لاحقةٍ به.
وإخباره عن الأنبياء السابقين ، وعمّا في الكتب المنزلة عليهم من ربّ العالمين ، مع أنّه كان يتيماً لم يُودع عند المعلّمين ، وأميّاً لا يعرف كتب العربيّة ، فضلاً عن كتب المتقدّمين.
وإخباره عن أُمّته بأنّها تنتهي فرقها إلى ثلاثة وسبعين ، وإخباره عن صحيفةٍ كتبت ودُفنت في الكعبة ، وإخباره عن مقدار دولة بني أُميّة ، وإخباره بِعُقد السحر الملقاة في البئر ، وإخباره عن بعض أسرار نسائه.
وإخباره بعدم إيمان كفّار بأعيانهم ، وإخباره عمّن رجع عن جيش أُسامة ، وإخباره عن موت شخص نجا من خارج فجاء وكشف عنه ، فرؤيت أفعى في ثيابه ، فسأله هل تصدّقت؟ فقال : نعم ، فقال : «دفعت عنك الصدقة» إلى غير ذلك.
ثم ما صدر من الخلفاء الراشدين ، والتابعين ، وتابعي التابعين ، والأقطاب ، والأبدال ، والأوتاد ، والعلماء من المسلمين من كرامات ومواعظ ، وخطب ، ومناجاة ، ودعوات مشتملة على بليغ المقامات ، وفصيح العبارات بحيث لا يمكن صدوره إلا بفيض من باسط الأرضين ، ورافع السماوات جميعه راجع إليه ، وعائد في الحقيقة عليه ، وهو ممّا لا يطاق سطره بكتاب ، ولا حصره بحساب.
وفي جمعه لمكارم الأخلاق الّتي قامَ عليها من الجميع الاتّفاق ، مع أنّه تربّى يتيماً من الأُمّ والأب ، بين أعرابٍ لم يذوقوا طعم الكمال والأدب ، قد تداولهم الإسلام مدّة