شيوعاً ، وأشهر وقوعاً ؛ والعرب ليسوا من أهل الفكر ، ولا لهم قابليّة بالنسبة إلى السحر.
وإن زعموا ثبوت نبوّة الأنبياء السابقين بوجود الكُتب المنزلة من ربّ العالمين ، فالقران أولى بالاعتبار في الدلالة على نبوّة النبيّ المختار ؛ فإنّه أعظم من كلّ معجزة وبرهان ، وقد اعترف بالعجز عن مباراته أعاظم الأحبار والرهبان.
وأمّا باقي الكتب المنزلة فأعظمها وأكبرها منزلة التوراة والإنجيل ، ولا يمكن أن يجعلا في مقام البرهان ؛ لأنّهما مغيّران ومحرّفان ، وفيهما ما لا يليق إسناده إلى الملك الديّان.
أمّا التوراة فلوجوه كثيرة :
أحدها : ما يقتضي نفي الاعتماد على التوراة لوجوه :
أحدها : قصّة هارون ، وقد ذكرت في ثلاثة مواضع :
أحدها : أنّ هارون أمر بصنع العجل ، وأمر بني إسرائيل بالحجّ له في پراش كي يتار.
ثانيها : إقرار هارون بصنعه.
ثالثها : أنّ الله غضب على هارون من جهة صنع العجل ، وأراد أن يهلكه وهم لا يشكّون في نبوّة هارون ، وإذا جوّزوا على الأنبياء أمر الناس بعبادة من ليس أهلاً للعبادة لبعض المصالح ، كخوف تفرّق بني إسرائيل ، جاز أنّ الأنبياء كاذبون في كلّ ما يدّعون لبعض المصالح.
فأيّ مانع من أن تكون التوراة ليس بمعجزة ؛ لأنّه إنّما اشتمل على قصص وتواريخ من قوله : «بوشيت بارا الوهيم» وهو أوّل التوراة ، إلى أخره وهو «ويمت موسى» أن يكون مكذوباً.
وكذا الإنجيل لا إعجاز فيه ، فيجوز أنّ موسى وعيسى صنعاهما ، وأسنداهما إلى الله لبعض المصالح ؛ إذ لا فرق بين المصالح المستمرّة والمنقطعة ، بل المستمرّة أولى ، فيلزم من صحّة توراتهم عدم إمكان إثبات نبوّة موسى وعيسى.