فالواجب المترتّب على ترك العقاب العظيم كبيرة ، وخلافه صغيرة ، ويعرف ذلك بممارسة الشرع ، ويظهر ذلك بملاحظة ما أوجبه السادات على عبيدهم ، فإنّ بعضاً منه يَسهُل أمره ، وبعضاً يعظم وزره ، ويشتدّ بسببه الغضب ، وتعظم المؤاخذة ، ومراتبه عديدة.
وترك الواجب الكبير معصية كبيرة ، كما أنّ ترك المعصية الكبيرة واجب كبير.
وليس المدار في كبر الواجب وصغره على الوجود في القرآن ، أو الثبوت بدليل قاطع ، أو التوعّد على تركه بالنار ، ونحو ذلك.
وأكبر المعاصي ما أدّى فعله إلى الكفر ، وأكبر الواجبات ما أدّى تركه إلى ذلك.
ومن الواجبات العظام الّتي لا شيء أعظم منها بعد الإيمان ، والإسلام : الصلاة ، والصيام ، والزكاة ، والخمس ، والحجّ ، والجهاد في سبيل الله.
وبالكفر الإسلامي تستباح الدماء ، وتُسبى الأطفال والنساء ، وأخذ الأموال إلا فيما يستثني لبعض العوارض كما سيجيء
المبحث العاشر : في أقسام الكفر
وهو أقسام : كفر الإنكار ، وكفر الشكّ في غير محلّ النظر ، وكفر الجحود ، وكفر النفاق بالنسبة إلى الواجب تعالى أو نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أو المعاد ، وكفر الشرك ، وكفر النّصب ، وكفر الهتك بالقول أو الفعل كالتحقير والإهانة بقول ، أو تغوّط في الكعبة ، أو على القرآن ، ونحو ذلك وكفر النعمة ، وكفر إنكار الضروري ، وتجري تلك الأقسام بتمامها في الكفر الإيماني المتعلّق بالنبيّ وعترته.
ثمّ الكفر بأقسامه إسلاميّاً كان أو إيمانيّاً ينقسم إلى قسمين : أصلي ، وارتدادي فطري تعلّق بمن علق في بطن امّه وأحد أبويه مسلم في الإسلامي ، ومؤمن في الإيماني ، ولا عبرة بحال انفصال النطفة من الأصلاب والترائب ، ولا بحال حلولها في الرحم قبل الانعقاد ، ولا بما بعد الانعقاد قبل التولّد أو بعد الميلاد.
ويجري حكم الفطرية في ولد الزنا على إشكال.