وهم قسم من الكفّار ، لإنكارهم ضروريّاً من أكبر ضروريّات الدين ، وقد هتكوا حُرمة الإسلام بهتكهم حُرمة من كان أصله وأُسّه ، وطعنوا على رسول الله بطعنهم على من جعله الله نفسه.
وقد كذّبوا الآيات المُتكاثرة ، والأخبار المتواترة ، وردّوا على كتاب الله ، وكذّبوا أخبار رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وجحدوا ما صدر منه من المُعجزات ، وظهرَ منه من الكرامات ، الّتي لهجت بها ألسُن أهل الحَضَر ، والبوادي ، وغنّى بها الحادي في كلّ وادي ، ونادَت بها الخُطباء على منابرها ، وأذعنت بها الملوك من أكاسرها وقياصرها ، وأقرّت بها الأعداء ، حيث لم يسعهم إنكارها ، وسلّمت لها الأضداد ، فلم يمكنهم إلا إظهارها.
تقاصر عن وصفه من عداه حتّى زعم الغُلاة أنّه الله.
لا تُحصى صفاته ، ولا تُحصر مفاخره وكراماته ، متى وقعت على أحد الشدّة أو بعض المتاعب نادى باسم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
فلو أنّ البحر مداد ، والأقلام من جميع أشجار الوهاد ، والإنس والجنّ حُسّاب ، والملائكة كتّاب ، ما أحصوا فضائله ، كما هو مضمون قول سيّد العباد (١).
ثانيها : النواصب ، والناصب يطلق على معانٍ :
أحدها : المتديّن ببُغض عليّ أمير المؤمنين ، أو أحد الخلفاء الراشدين ، فيتّحد مع المعنى المتقدّم ، أو يكون أعمّ منه.
ثانيها : المتظاهر ببُغض عليّ عليهالسلام ، أو أحد الخلفاء ، وإن لم يتّخذه ديناً ، وهو أعمّ ممّا تقدّمه.
ثالثها : المُبغض كذلك مطلقاً ، مُتظاهراً أو لا ، وهو أعمّ من القسمين السابقين. وهذه الأقسام مُشتركة في تحقّق الكُفر في الحقيقة ؛ لتواتر الأخبار النبويّة بأنّ مُبغض
__________________
(١) ينابيع المودّة : ١٢١ ، المناقب للخوارزمي : ٢ ، ٢٣٥.