الخامس والثلاثون : أنّه يحرم الفرار عند التقاء الصفوف ، مع مظنّة الظفر بالعدوّ ، ومع الشكّ في ذلك.
الفصل الرابع : في المرابطة
الرباط فيه فضل كثير ، وثواب جزيل ، روى سلمان عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنّ رباط ليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ، فإن مات ، جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه ، وأمن الفتّان (١) وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنّ كلّ ميّت يختم على عمله ، إلا المُرابط في سبيل الله ، فإنّه يدوم له عمله إلى يوم القيامة» (٢).
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عينان لا تمسّهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله» (٣).
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام في ليلها ويُصام في نهارها» (٤) إلى غير ذلك من الأخبار.
ويختلف مراتبه في الفضل ، فالمرابط بنفسه وماله وعياله مع عدم الحرب عليهم أفضل الأقسام ، ثمّ النفس وحدها ، ثمّ المال وحده من العبيد والخيل والإبل ونحوها ، ثمّ الأُجراء.
وكلّما كان أكثر نفعاً أو أكثر عدداً أو أعلى وصفاً أو أعلى قيمة ، كان أكثر ثواباً. وكلّ ثغر أكثر خطراً ، والمجاورون له من الكفّار أشدّ بأساً ، يكون الرباط فيه أفضل. وكلّما اشتدّ الاحتياج إليه ، زاد فضله.
__________________
(١) عوالي اللآلي ٣ : ١٨٣ ح ٧ ، صحيح مسلم ٤ : ١٦٩ ح ١٩١٣ ، سنن ابن ماجة ٢ : ٩٢٤ ح ٢٧٦٦ ، ٢٧٦٧ ، كنز العمّال ٤ : ٢٩٤ ح ١٠٥٦٣ بتفاوت يسير.
(٢) كنز العمّال ٤ : ٣٢٨ ح ١٠٧٤٣ ، رياض الصالحين : ٣٦٦.
(٣) كنز العمّال ٤ : ٢٩٧ ح ١٠٥٧٤ ، رياض الصالحين : ٣٦٩.
(٤) كنز العمّال ٤ : ٢٩٧ ح ١٠٥٧٢ ، ١٠٥٧٣.