بعلفها قبل نفسك فإنّها نفسك ، وإذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الأرض بأحسنها لوناً ، وألينها تربة ، وأكثرها عشباً. فإذا نزلت فصلّ ركعتين قبل أن تجلس ، وإذا أردت قضاء حاجتك فأبعد المدى في الأرض ، وإذا ارتحلت فصلّ ركعتين ، ثمّ ودّع الأرض الّتي حللت بها ، وسلّم عليها وعلى أهلها ، فإنّ لكلّ بقعة أهلاً من الملائكة ، وإن استطعتَ أن لا تأكل طعاماً حتّى تبدأ فتتصدّق منه فافعل. وعليك بقراءة كتاب الله تعالى ما دُمت راكباً ، وعليك بالتسبيح ما دمتَ عاملاً عملاً ، وعليك بالدعاء ما دُمت خالياً ، وإيّاك والسير في أوّل الليل ، وسر في أخره ، وإيّاك ورفع الصوت في سيرك» (١).
سادس عشرها : توديع المسافر وتشييعه وإعانته ، فعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه كان إذا ودّع المؤمنين قال : «زوّدكم الله التقوى ، ووجّهكم إلى كلّ خير ، وقضى لكم كلّ حاجة ، وسلم لكم دينكم ودنياكم ، وردّكم سالمين إلى سالمين» (٢).
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه كان إذا ودّع مسافراً أخذ بيده ثمّ قال : «أحسن الله لك الصحابة ، وأكمل لك المعونة ، وسهّل لك الحزونة ، وقرّب لك البعيد ، وكفاك المُهم ، وحفظَ لك دينك وأمانتك وخواتيم عملك ، ووجّهك لكلّ خير ، عليكَ بتقوى الله ، استودع الله نفسك ، سِر على بركة الله» (٣).
وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من أعان مؤمناً مسافراً ، نفّس الله عنه ثلاثاً وسبعين كُربة ، وأجاره في الدنيا والآخرة من الهمّ والغمّ ، ونفّس عنه كربه العظيم يوم يغصّ الناس بأنفاسهم» (٤).
وعن الباقر عليهالسلام : «من خلف حاجّاً في أهله بخير ، كان له كأجره ، كأنّه
__________________
(١) الكافي ٨ : ٣٤٨ ح ٥٤٧ ، الفقيه ٢ : ١٩٤ ح ٨٨٤ ، المحاسن : ٣٧٥ ح ١٤٥ ، الأمان : ٩٩ ، الوسائل ٨ : ٣٢٣ أبواب آداب السفر ب ٥٢ ح ٢١.
(٢) الفقيه ٢ : ١٨٠ ح ٨٠٥ ، المحاسن : ٣٥٤ ح ٤٦ ، الوسائل ٨ : ٢٩٧ أبواب آداب السفر ب ٢٩ ح ١.
(٣) الفقيه ٢ : ١٨٠ ح ٨٠٦ ، المحاسن : ٣٥٤ ح ٤٧ ، الوسائل ٨ : ٢٩٨ أبواب آداب السفر ب ٢٩ ح ٢.
(٤) الفقيه ٢ : ١٩٢ ح ٨٧٥ ، المحاسن : ٣٦٢ ح ٩٥ ، ٩٦ ، الوسائل ٨ : ٣١٤ أبواب آداب السفر ب ٤٦ ح ١.