أنّه لا يغفر الذنوب غيري ، اشهدوا أنّي قد غفرت له ، وأنّ القارئ أثقل من الحديد ، ونحوها ممّا ورد في الأخبار (١) ، الظاهر بناؤه على التأويل ، والبناءُ على الظاهر في كلّها أو بعضها غيرُ بعيدٍ.
القسم الثاني : ما يتعلّق ببيان فضله
ويكفي فيه : تضمّنه الوفود على الله تعالى ، والوصول إلى بيته ، فهو ضيفه ، وحقّ الضيف على صاحب البيت ، والأخبار الدالّة عليه كثيرة :
أوّلها : ما رُوي عن أبي جعفر عليهالسلام : أنّ الحاجّ إذا أخذ في جهازه ، لم يخط خطوةً في جهازه إلا كتب الله له عشرَ حسنات ، ومحا عنه عشرَ سيّئاتٍ ، ورفع له عشر درجاتٍ ، حتّى يفرغ من جهازه متى فرغ ؛ فإذا استقلّت به راحلتُه ، لم تضع خفّاً ولم ترفعه إلا كتبَ اللهُ له مِثلَ ذلك حتّى يقضي نسكه ، فإذا قضى نسكه ، غفر الله له ذنوبه ، وكان في شهر ذي الحجّة ، ومحرّم ، وصفر ، وربيع تكتب له الحسنات ؛ ولم تكتب عليه السيّئات إلا أن يأتي بموجبة ، فإذا مضت الأربعة أشهر خلط بالناس (٢).
ثانيها : ما روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنّه قال لمن أراد الحجّ بعد أن قال له : إنّي أُريد الحجّ وأنا رجل مميّل ، فمُرني أن أصنع بمالي ما أبلغ به مثل أجر الحاجّ «انظر إلى أبي قبيس ، فلو أنّ أبا قبيس لك ذهبة حمراء فأنفقته في سبيل الله ما بلغت ما يبلغ الحاجّ ، إنّ الحاجّ إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً ، ولم يضعه إلا كتب الله له عشر حسناتٍ ، ومحا عنه عشر سيّئات ، ورفع له عشر درجات ؛ فإذا ركب بعيره لم يرفع خفّاً ولم يضعه إلا كتب الله له مثل ذلك ؛ فإذا طافَ بالبيت خرج من ذنوبه ، فإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه ، فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه ، فإذا وقف بالمشعر الحرام خرج من ذنوبه ، فإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه». فعدّد
__________________
(١) تقدّمت في آداب ركوب الدابة ، وأُنظر المحاسن : ٦٢٨ ح ١٠٣ ، وثواب الأعمال : ٢٢٧ ح ١ ، وأمالي الصدوق : ٤١٠ ح ٣ ، وأمالي الطوسي ٢ : ١٢٨ ، والوسائل ٨ : ٢٨٢ أبواب آداب السفر ب ٢٠.
(٢) الكافي ٤ : ٢٥٤ ح ٩ ، التهذيب ٥ : ١٩ ح ٥٥ ، الوسائل ٨ : ٦٧ أبواب وجوب الحجّ ب ٣٨ ح ٨.