قضاء حوائج أرباب الحاجات ، أو السعي في بعض المكاسب الضروريّات ، أو المضيّع لحقوق بعض الإخوان ، كالشركاء في الخوان (١) ، أو الباعث على نحول الأجسام كالهمّ ، ومن ليس لبدنه قوام ، ومن دعاه أخوه إلى الإفطار فبقي على الصيام ؛ فقد رضي بالثواب الناقص عوضاً عن الثواب التامّ.
ومنها : صوم يوم عاشوراء تامّاً منوي الصوم ، ولعلّ ذلك لكونه كان عيداً في الجاهليّة ، أو لزيادة العطش بحرقة القلب رحمةً من الله ، أو لإظهار الصبر والرضا بقضاء الله بعد الوقوع ، أو لأنّ بني أُميّة لعنهم الله كانوا يصومونه تبرّكاً أو شكراً ، فلا يَتشبّه بهم مؤمن.
القسم الثالث : المحظور
وأفراده عديدة :
منها : صوم يوم العيدين : الأضحى والفطر.
ومنها : صوم أيّام التشريق : الحادي عشر ، والثاني عشر ، والثالث عشر من ذي الحجّة ، لمن كان بمنى ، أو في مكّة ، على الأقوى ، منذورة أو لا ، قضاءً أو لا ، مبعّضة كأن يخرج منها أو يدخلها قبل الزوال أولا ، وأمّا في غيرهما فلا بأس بصيامها.
ومنها : صوم الوصال ؛ بأن يصوم إلى السحور ، فيجعل فطوره سحوره ، أو يصوم يومين مع ليلة بينهما.
ومنها : صوم نَذر المعصية.
قيل : ومنها : صوم الدهر (٢) ، وهو حقّ مع إدخال العيدين.
ومنها : صوم الصمت ؛ بأن يصوم صامتاً إلى الليل ، مُتقرّباً بذلك.
__________________
(١) الخوان : المائدة ، وجمعه الخون. العين ٤ : ٣٠٩ ، وقال ابن دريد : هو أعجمي معرّب. جمهرة اللغة ١ : ٦٢٢.
(٢) المبسوط ١ : ٢٨٣ ، الاقتصاد : ٢٩٣ ، الوسيلة : ١٤٨ ، السرائر ١ : ٤٢١ ، التحرير ١ : ٨٤ ، الحدائق الناضرة ١٣ : ٣٩٥.