أربعة (١) ، وقيل : على فرسخين على طريق المدينة به مسجد أمير المؤمنين ، ومسجد زين العابدين ، ومسجد عائشة. وسُمّي تنعيماً ؛ لأنّ عن يمينه جبلاً اسمه نعيم ، وعن شماله جبل اسمه ناعم ، واسم الوادي نعمان (٢) ، ويقال : هو أقرب أطراف الحلّ إلى مكّة (٣).
ومعرفة الحلّ موقوفة على معرفة. مقدار الحرم ، وهو بريد في بريد ، وعلى معرفة حدوده من الأطراف. وعن الصادق عليهالسلام : «أنّ الحجر الأسود لمّا أُنزل من الجنّة ، ووضع في موضعه ، جعل أنصاب الحرم من حيث يلحقها نور الحجر ، عن يمين الكعبة أربعة أميال ، وعن يسارها ثمانية أميال» (٤).
ونقل : أنّ آدم لمّا أهبط إلى الأرض لم يأمن مكر الشيطان ، فبعث الله له ملائكة أحاطوا بمكّة ، من جوانبها يحرسونه ، فمواضعهم حدود الحرم ، فلمّا بنى إبراهيم الكعبة علّمه جبرئيل المناسك وحدود الحرم. فأُعلمت بالعلائم ، حتّى حدّدها قصي.
ثمّ هدم بعضها قريش ، فأعادوها بعد أن أخافهم الله والملائكة معهم. وفي عام الفتح حدّدها تميم بن أسد الخزاعي ، ثمّ في زمان عمر ، ثمّ في زمان عثمان (٥).
وقد اختلف الأنقال في التحديد ، وبعضها لا يلائم ما أجمعوا عليه ، من أنّه بريد في بريد ، إلا أن ينزّل على أنّ التحديد في السهل ، والحدود في الجبل ، أو العكس. والمدار على الحدود المعروفة بين الناس ، ويكفي في معرفة المجهول سؤال الأعراب ونحوهم.
__________________
(١) القاموس المحيط ٤ : ١٨٢ مادة النعيم.
(٢) معجم البلدان ٢ : ٤٩ مادة التنعيم ، وليس فيه «مسجد أمير المؤمنين ومسجد زين العابدين».
(٣) المصباح المنير ١ : ٨٤٣ مادة «نعم».
(٤) الفقيه ١ : ١٧٨ ح ٨٤٢ ، علل الشرائع : ٣١٨ ح ١ ، التهذيب ٢ : ٤٤ ح ١٤٢ ، الوسائل ٣ : ٢٢١ أبواب القبلة ب ٤ ح ٢.
(٥) أخبار مكّة لأبي الوليد الأزرقي ٢ : ١٢٧ ـ ١٢٩.