وفي كسر بيض القطا صغير من النعم إذا تحرّك منه الفرخ ، والقول باعتبار المخاض من الغنم ضعيف (١). وإن لم يتحرّك الفرخ فيه ، وأرسل فحولة الغنم وقد يجتزئ بالفحل الواحد في إناثها بعدد البيض ، ممّا يظنّ فيها حصول الولادة ، أو ممّا لا يظنّ عدمها فيه ، فما نتج كان هدياً. ولو خرج منها توأم فزاد عدد النتاج على عدد البيض ، كان الزائد هدياً أيضاً على تأمّل.
ولو لم يحصل نتاج ، أو حصل ناقص ، أجزأ الإرسال. وفي اشتراط الفور ، والاكتفاء بالتراخي ، والجمع والتفريق وجه. والأوجه عدمه.
وإن عجز عن الإرسال ، للعجز عن الأصل أو عن الفعل ، أطعم عن كلّ بيضة عشرة مساكين. فإن عجز ، صام عن كلّ بيضة ثلاثة أيّام ، ويحتمل تقديم الشاة على الإطعام.
الثالث : في الحمام ، واحده حمامة ؛ يُطلق على المذكّر والمؤنّث ، طائر برّي لا يألف البيوت ، وكلّ ذي طوق من الطيور ، كالفواخت ، والقماريّ (٢) ، والرواشين ، وساقُ حرّ ، والقطا ، وأشباه ذلك. وعند العوام هي الدواجن فقط ، وربما خصّوها بالّتي تسكن البيوت ، وتفرّخ فيها (٣).
وقيل : الحمام الّذي لا يألف البيوت ، والذي يألف اسمه اليمام (٤).
وقيل : اليمام الذي يسكن البيوت وما شاكله (٥).
وقيل : أسفل ذنب الحمامة ممّا يلي ظهرها فيه بياض ، وأسفل ذنب اليمامة لا بياض فيه (٦).
__________________
(١) هذا القول للشيخ في التهذيب ٥ : ٣٥٧ ، والمبسوط ١ : ٣٤٥.
(٢) القمريّ : ضرب في الطير ، الذكر قمريّ والأُنثى قمريّة ، والجمع القماريّ. جمهرة اللغة ٢ : ٧٩٢ باب الراء والقاف ، وقال الفيومي : قمريّ مثل روم روميّ ، الأُنثى قمريّة ، والذكر ساقُحُرّ ، والجمع قماري. المصباح المنير : ٥١٦.
(٣) انظر الصحاح ٥ : ١٩٠٦ ، والمصباح المنير : ١٥٢.
(٤) نقله عن ابن سيده في لسان العرب ٢ : ١٥٨ ، وعن الكسائي في المصباح المنير : ١٥٢.
(٥) أدب الكاتب : ٢٦.
(٦) حكاه عن كتاب الطير لأبي حاتم في حياة الحيوان ١ : ٣٣٦.