كتاب الاعتكاف
وفيه مباحث :
الأوّل : في حقيقته
وهو لَبث مخصوص للعبادة ، مُعتادة أو غير مُعتادة. ولو قصد اللبث مجرّداً عن قصد العبادة ، أو العبادة مجرّدة عن اللّبث ، لم يكن مُعتكفاً على الأقوى. ولو قصد ما يكون عبادة بالعارض كالاكتساب الراجح ، وعقد النكاح ونحو ذلك ، قويت صحّته ، والأقوى خلافها.
وهو من جملة الطاعات المقرّبة إلى جبّار السماوات ، فعن الصادق عليهالسلام : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم اعتكف أوّلاً في العشر الأُولى من شهر رمضان ، ثمّ في السنة الثانية في العشر الوسطى ، ثمّ في السنة الثالثة في العشر الأخيرة ، ثمّ لم يزل يعتكف في العشرة الأواخر (١).
وعنه عليهالسلام ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : انّه إذا دخل العشر
__________________
(١) هذا مضمون ما ورد في الكافي ٤ : ١٧٥ ح ٣ ، والفقيه ٢ : ١٢٣ ح ٥٣٥ ، والوسائل ٧ : ٣٩٧ كتاب الاعتكاف ب ١ ح ٤.