بينهم حتى هذا الوقت حزب معادٍ له يقف على رأسه الشيخان العربيان احمد وفتحي (١). واحتل والي بغداد بمساعدة هاذين الشيخين البصرة دون صعوبة تذكر ثم باشر بحصار القرنة وعلى الرغم من ان حسين باشا لم يحصل على مساندة حليفته فارس التي كان على عرشها عباس الثاني الذي لم يكن يشبه سميه المشهور بشيء فقد كان ليناً ضعيف الشخصية يفتقر إلى الحزم ، فانه صمد امام هجمات الاتراك طيلة ثلاثة اشهر كاملة ولكنه اضطر بعد ان وصلت به الحال حداً لا يطاق إلى ان ينجو بنفسه بالهرب إلى الحويزة وهكذا عاد مرتضى باشا إلى البصرة منتصراً واخذ بيده زمام الحكم هناك ثم باشر بجباية مصاريف حملته التي انتهت لتوها ضد حسين باشا من اهالي المدينة. وعندما لم يرضه البطء الذي كانت ترد فيه ايرادات الضرائب سمح لانصاره بنهب مخازن البضائع العائدة للتجار العرب والهندوس الامر الذي اثار ضده غضباً عاماً (٢) ، فعمد رغبة منه في تبرئة نفسه إلى القاء الذنب على حليفية الشيخين اللذين سبق ذكرهما احمد وفتحي وامر باعدامهما فكان ذلك مما اثار ضده نهائياً المدينة باجمعها حيث حطمت جماهير العامة في تلك الليلة نفسها دار الباشا الذي لم ينج بنفسه الا بصعوبة بالغة فهرب إلى بغداد.
كانت نهاية نشاط مرتضى باشا غير المتوقعة هذه لصالح حفيد سياب حسين باشا إلى درجة لا يمكن توقع افضل منها ، فعاد هذا إلى البصرة منتصراً وباشر على الفور بملاحقة واضطهاد جميع من ينتمي إلى الحزب المعادي له. وبسبب الشكاوي التي توارت على اسطنبول امر والي بغداد
__________________
(١) احمد بك وفتحي بك وهما عما حسين باشا ومن المعارضين له. (المترجم).
(٢) DE Hammer OP Cit .. T. III, P. ٣١.