ممتلكاتها المتاخمة للحدود. فالدولة العثمانية التي تعرضت بعد موت مراد الرابع لاعصار جديد من الكوارث والمصائب الداخلية والخارجية اوصلتها إلى حالة التدهور التام عادت الحياة فدبت فيها مرة اخرى وبدأت تأخذ باسباب القوة منذ ان عين محمد كوبريللي صدراً اعظم فيها عام ١٦٥٦ م. فقد كان هذا على الرغم من تقدمه في السن انساناً صلباً قاسي القلب جعل البلد يهدأ لمدة ربع قرن كامل ثم اعاد بناء جهاز الدولة الذي بلغ حافة الخراب التام بسبب الفوضى السابقة وادخل اليه حيوية جديدة (١). وقد ظهر ان ابن كوبيللي هذا واسمه احمد كان جديراً بان يواصل سياسة والده فلقد حكم الامبراطورية صدراً اعظم طيلة سبع عشرة سنة دون ان حذو ابيه في نزعته التي لا تعرف الرحمة. ولم تلبث الدولة العثمانية وقد انتعشت وتقوت في فترة حكم آل كوبريللي ان دخلت في صراع عنيف وطويل مع اوربا وقد تطلب هذا الصراع من الدولة العثمانية ان تعبئ كل طاقاتها له فجذب بذلك اهتماماً عن فارس المجاورة لها.
في الوقت نفسه كانت فارس هي الاخرى في وضع حرج فلقد ارتقى عرشها في ١٦٦٦م بعد حكم عباس الثاني الذي لم يتميز بشيء ، حاكم آخر اكثر ضعفاً هو الشاه سليمان وكان مخنثاً يفتقر إلى الحزم وصل التدهور والضعف الداخلي للدولة في عهده إلى حده الاقصى. فقد بلغ عجز الدولة الفارسية درجة لم تكن معها في حالة تمكنها من حماية خرسان من غزو الازبيك ومن الدفاع عن اقاليمها المتاخمة لقزوين ضد غارات التتار. لقد توافق عجز الدولة الفارسية خارجياً تماماً مع وضعها الداخلي الذي لم تكن فارس معه تستطيع بالطبع حتى ان تفكر في
__________________
(١) Von Sax, OP. Cit. S. ٦٧ FF.