بالدخول بجيشه إلى اراضي اقليم كرمنشاه ، لكن جيش الحاكم المحلي محمد علي مرزا احرز على قوات داود باشا نصراً حاسماً وتعقبها حتى بلدة بني سعد التي تقع على مسيرة يوم واحد من بغداد (١). وفي هذا الموقع توقف الجيش الفارسي لكي يستعد لاقتحام بغداد ورفض محمد علي ميرزا جميع طلبات داود باشا على المدينة لانه لم يشأ التفريط بهذه الفرصة التي سنحت لالحاق العراق بعتباته المقدسة بفارس مرة اخرى. ومع ذلك فقد كانت للقدر كلمة اخرى ففي حمأة الاستعدادات مرض القائد الاعلى للجيش الفارسي والابن الاكبر لفتح علي شاه بالكوليرا التي انتشرت انذاك في العراق ولهذا فقد صدر امر بانسحاب الجيش إلى كرمنشاه فوراً اما الامير المحتضر فقد حمل إلى كرمنشاه من اقصر الطرق وهناك توفي وخلفه في منصب حاكم كرمنشاه ابنه الامير محمد حسن الذي بادر على الفور باستئناف العمليات العسكرية ضد العثمانيين وتمكن من الانتصار على جيش داود باشا مجدداً بالقرب من الحدود الفارسية (٢).
وفي هذه الاثناء استؤنفت العمليات العسكرية في الجبهة الشمالية بعد ان توقعت خلال فصل الشتاء ، فحاصر العثمانيون في ربيع ١٩٢٢ قلعة توبراك قلعة غير ان عباس ميرزا الذي لم يكن تحت قيادته اكراد فارس فقط بل واكراد الدولة العثمانية ايضاً عجل بنجدة المحاصرين والحق بالعثمانيين هزيمة كبيرة اخرى ، كذلك تغلب الفرس عند حدود اذربيجان
__________________
(١) Watson, OP. Cit. P. ١٩٧ - ١٩٨.
(٢) G. Keppel, Personal Narrative of travels in Babylonia, Assyria, Media and Scyhia, T. ١, (London, ١٨٢٧), PP. ٢٦٥ - ٢٦٨.
(٣) Watson, OP. Cit. P. ٢٠١ - ٢٠٢.