على الجيش العثماني الاخر الذي كان يتقدم باتجاه تبريز (١). وقد هددت هذه الانتصارات الدولة العثمانية لا بفقدان العراق فحسب بل وبفقدان جزء كبير من اقاليمها الكردية والارمينية ايضاً لو لا الكوليرا التي كانت قد انقذت بغداد من الخضوع للامير محمد علي مرزا فقد هبت هذه المرة ايضاً لنجدة العثمانيين فادت إلأى فناء اعداد كبيرة من افراد المعسكر الفارسي حتى ان قوات عباس مرزا تفرقت مذعورة خوفاً من هذا الضيف الذي لم يدعه احد.
وعند ذلك اقترح وريث العرش الفارسي علي والي ارضروم الدخول معه في مفاوضات لعقد الصلح. وقد بدأت المفاوضات بالفعل في السنة نفسها أي في ١٩٢٢ بعد ان غادرت بقايا الجيش الفارسي الاراضي العثمانية وعادت إلى فارس. وتم ابرام معاهدة الصلح الرسمي المعروف بأسم معاهدة ارضروم نهائياً في ١٨٢٣ وقد تقرر بموجبها ان تحتفظ كل من الدولتين بممتلكاتها السابقة ، كما التزم الجانبان بعد التدخل في المستقبل في الشؤون الداخلية لبعضها وتعهدت كل من الدولتين بان تمنع رعاياها الاكراد من الانتقال إلى اراضي الدولة اخرى ، واقرتا اعتبار القبائل الكردية التي تعبر الحدود من احدى الدولتين إلى الاخرى من رعايا تلك الدولة التي انتقلت هذه القبائل إلى اراضيها ، وهكذا لم تجن فارس على الرغم من انتصارها المشهود اية فائدة من هذه الحرب.
اعطى حلول السلام على الحدود العثمانية - الفارسية الفرصة لداود باشا لان يهتم بالشؤون الدالخية لولاية بغداد فركز جل اهتمامه على محاولة رفع ايرادات الولاية لكي يتمكن من توفير النقود لزيادة وتحسين
__________________
(١) Ibid. PP. ١٩٩ - ٢٠٢, von Sax, OP. Cit. s. ١٩٧ - ١٩٨.