قوته العسكرية. وهكذا احتكر داود باشا ، على ما يذكر نائب القنصل الفرنسي في البصرة فونتانية (١). تجارة الحبوب والملح والتمر أي منتجات العراق الرئيسة وواستخدم لنقل هذه البضائع سفناً بحرية ونهرية خاصة به. وقد جرب الباشا في ركضه وراء زيادة ايراداته ان يزرع القطن وقصب السكر متشبهاً في ذلك بمصر ولكن التجارب لم تبرر النتائج المرجوة نتيجة لقلة في اجرائها. وبالاضافة إلى المدخولات الكبيرة الواردة من الضرائب الكمركية التي ازدادت كثيراً نتيجة للتطور التجاري بفضل اجراءات داود باشا التشجيعية كانت ترد إلى الخزينة مبالغ ضخمة تأتي من الضريبة المفروضة على الزوار الذين يمرون ببغداد بعشرات الالوف سنوياً في طريقهم إلى العتبات المقدسة في العراق. ولهذا فليس من المستغرب ان يصل دخل ولاية بغداد في فترة حكم داود باشا النشط والكثير الحركة سبعة وثلاثين مليون قرش أي ما يعادل اكثر من مليون روبل (٢).
وهكذا اصبح بامكان داود باشا وقد امتلك هذا القدر من الاموال ان يبدأ باجراء اصلاحات جذرية لتعزيز القدرة العسكرية لباشوية بغداد. وكان سليمان الكبير وخلفه المباشر حافظ علي باشا قد اسسا فصيلاً غير كبير تعداده ٥٠٠ شخص من القوات المنضبطة المدربة على النمط الاوربي مع مستودع للذخيرة (٣). وبعد ان تولى داود باشا حكم العراق مباشرة وسع هذا الفصيل بعض الشيء فقدم له خدمات جليلة في اثناء الحملة الفارسية التي
__________________
(١) Fontanier, OP. Cit. T. ١, PP. ٣٢٣, ٣٣٤, ٣٣٥.
(٢) ي. أي ز تشيريكوف ، سجل الطريق ، باشراف أ. كمازوف ، (سان بطرسبورغ ، ١٨٧٥). ص ٢٨٤ . [بالروسية].
(٣) M * * , Description du pachalik de Bagdad, P. ٢٩.