برهنت مع ذلك على ان زيادة هذه القوات وتوسيعها ضرورة لا تقبل التأجيل. وقد زادت النجاحات التي حققها جيش حاكم مصر محمد على المدرب على النمط الاوربي في الصراع مع الوهابيين من رغبة باشا بغداد في توسيع الاصلاح العسكري الذي يريده جهد الامكان. وقد حظي الباشا في هذا المجال باسناد حيوي من جانب المقيم الجديد لشركة الهند الشرقية العقيد تالير الذي كان قد انتقل إلى بغداد وحاول ان يعقد صداقة مع داود باشا عارضاً خدماته كمدرب فاسس فصيلاً تعداده الف شخص يماثلون السيبوي الانجليزي في تدريبهم ولباسهم (١). لقد عمل داود باشا على زيادة عدد افراد قوته المدربين على النمط الاوربي لدرجة ملحوظة ولم ينس في الوقت نفسه ان يحسن المدفعية في جيشه وقد استجلب إلى بغداد لهذا الغرض الصناع الاوربيين وجعلهم يعملون تحت اشراف المدفعي التركي اسطة علي الذي كان قد عاد لتوه من الاسر في روسيا. وقد رفع هؤلاء الصناع من الكفاءة مدفعية الباشا وانشأوا في بغداد ترسانة تتوفر فيها كل وسائل التكنيك الحديث في ذلك الوقت. والخلاصة ان داود باشا استطاع خلال بضع سنوات ان ينشئ قواة تتألف من بضعة الاف من القوات المدربة على النمط الاوربي بالاضافة إلى فيلق من المشاة والخيالة غير النظاميين تعداده خمسة وعشرون الفاً ، كان الباشا يتسطيع ان يضيف اليهم في وقت الحاجة ضعف هذا العدد من الفرسان العرب من القبائل العربية الحليفة له (٢). لقد كان باستطاعة داود باشا بمثل هذه القوة ان يجابه
__________________
(١) J. Billie, Travels in koordistan, Mesopotamia etc. vol. l. (London, ١٨٤٠), p. ٢٦١.
(٢) Wellsted, OP. Cit. vol. lp. ٢٥١.