أي جيش يفكر الباب بتوجيهه إلى العراق وقد وعى الباشا قوته هذه واخذ يفكر بالانفصال التام عن العثمانية.
لقد عزز الوضع الحرج الذي كانت الدولة العثمانية تعاني منه في ذلك الوقت النوايا الطموحة لحاكم العراق. فقد استغل السلطان محمود الثاني الذي لم يتمكن من اخماد الثورة اليونانية اتساع الاستيلاء من الانكشارية الذين برهنوا على عدم اهليتهم العسكرية مجدداً في اثناء مجابهة الثوار اليونانيين فوجه اليهم ضربة قاضية. ففي حزيران ١٨٢٦ حصلت بين الانكشارية - على غرار ما حدث في عام - حركة قوية ضد الفرمان الذي اعلنه السلطان بانشاء قوات جديدة فامر محمود الثاني برفع راية الرسول (صلى الله عليه وأله) ودعا الناس إلى التكتل تحتها معلناً الجهاد ووزع السلاح على سكان العاصمة ، واتجه الشعب المسلح نحو ساحة ات ميدان الذي كانت تقع فيه ثكنة الانكشارية فطوقها وانتهى الامر بان قضت المدفعية على المتمردين الذين رفضوا القاء السلاح طوعاً (١). اما في الاقاليم فقد تطلب القضاء على الجيش الانكشاري جهداً اقل ما خلا بعض الاستثناءات. وقد ظلت الدولة العثمانية دون قوات بعد ان تخلصت من هؤلاء الجنود المشاغبين الذين كانوا مصدراً للاضطراب الدائم والتدهور الداخلي ذلك لان الجيش الذي نظم على الطريقة الاوربية كان ما يزال في طريق النشوء يتطلب الوصول به إلى العدد المطلوب والى المستوى القتالي اللائق وقتاً غير قليل. ولكي يكمل الحظ السيء دمر الاسطول البحري الذي كان السلطان يعلق عليه اماله كلها في خليج نافارين في تشرين الاول ١٨٢٧ على يد اسطول انجليزي - روسي- فرنسي
__________________
(١) Lavallee, OP. Cit. T, II PP. ٣٣٠ - ٣٣٤.