مشترك ، وبدأت في هذا الوقت الحرج بالنسبة للدولة العثمانية الحرب مع روسيا. وقد انتهت هذه الحرب بمعاهدة صلح ادريانوبل في ١٨٢٩. وقد التزمت الدولة العثمانية التي خسرت الحرب بموجبها بان تدفع لروسيا غرامة حربية بلغت عدة ملايين من الدوكات الهندية (١). ولما كانت خزينة الدولة فارغة فقد قرر السلطان الذي كان بحاجة ماسة إلى المال التوجه إلى حكام الاقاليم طلباً للمساعدة وكان حاكم العراق من ضمن من توجه اليهم حيث طلب منه دفع ما هو مفروض عليه باعتباره حاكماً للعراق ، من استحقاقات متأخرة.
وقد عد داود باشا الذي استطاع ان ينشئ كما راينا قوة عسكرية كبيرة والذي كانت تحت تصرفه خزنة عامرة ، ان الوقت قد حان لكي يعلن للسلطان استقلاله. وهكذا استجاب لطلب السلطان الاول فارسل له مبلغاً صغيراً من المال ولكنه رفض بشكل قاطع جميع المطاليب الاخرى. وعندما نفد صبر السلطان فارسل في ١٨٣٠ مبعوثاً خاصاً إلى العراقلجمع المبالغ المتأخرة ، امر داود باشا بقتل مبعوث السلطان هذا على الفور بمجرد وصوله إلى بغداد (٢). ومنذ ذلك الوقت لم يعد داود باشا يخفي نواياه بالانفصال عن الدولة العثمانية فدخل في مجابهة صريحة مع الباب العالي الذي قرر من جانبه التخلص من هذا الوالي الخطر مهما كلف الامر. وقد زاد القلق الذي اثاره في اسطنبول سلوك التمرد الذي انتجه داود باشا نتيجة الاخبار التي فصحها هناط ضابط المدفعية اسطة علي الذي كان قد وصل إلى العاصمة العثمانية في هذا الوقت بالذات. وكان هذا بعد ان اتم انشاء
__________________
(١) Von Sax, OP. Cit. s. ٢٣٦.
(٢) Ibid. s. ٢٤٤.